05 ديسمبر 2025

تشهد الساحة السياسية في ليبيا فصلا جديدا من الصراع على الشرعية والصلاحيات، بعد تحركات المجلس الرئاسي نحو تفعيل “المفوضية الوطنية للاستفتاء والاستعلام”، في خطوة وصفت بالتصعيدية، تأتي في إطار ما أسماه المجلس “خطة الإنقاذ الوطني”، بينما رد مجلس النواب برفض قاطع واتهامات بتجاوز الدستور ومحاولة تعطيل المؤسسات.

وبحسب مصادر صحفية، فإن المجلس الرئاسي، بالتنسيق مع حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، يعتزم إطلاق منظومة إلكترونية لتمكين المواطنين من التصويت على حزمة تشريعات وسياسات مقترحة، خصوصا تلك المتعلقة بالعملية الانتخابية. وستُشرف على المنظومة المفوضية الجديدة بالتعاون مع وزارة الدولة لشؤون الاتصالات.

ورغم عدم صدور إعلان رسمي من المجلس الرئاسي حتى الآن، سارع رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، إلى التشكيك في مشروعية هذه الخطوة.

وفي بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، شدد صالح على أن المجلس الرئاسي لا يمتلك صلاحية دستورية لإصدار مراسيم بقوة القانون، معتبرا أن مثل هذه الإجراءات تفتقر إلى الإجماع داخل المجلس، ومؤكدا أن المجلس التشريعي وحده هو المخوّل بإصدار القوانين.

ووصف صالح المراسيم بأنها “منعدمة الأثر” و”تغول صريح على السلطة التشريعية”، مشيرا إلى أن الدستور لا يمنح أي جهة، في ظل وجود البرلمان، صلاحية التشريع أو إصدار المراسيم إلا بشروط غير متوفرة حاليا.

وتعد “المفوضية الوطنية للاستفتاء والاستعلام” أبرز مراسيم ثلاثة أصدرها المجلس الرئاسي في مايو الماضي، إلى جانب مرسوم بإنشاء “المؤتمر العام للمصالحة الوطنية”، وآخر يقضي بإلغاء قانون محكمة دستورية سنّه مجلس النواب سابقا.

وتتمتع المفوضية المقترحة بصلاحيات واسعة، تشمل طرح قرارات سياسية ودستورية على الشعب مباشرة، ما يُفهم منه تحدٍ مباشر لسلطة البرلمان.

الاقتصاد الليبي يتجه نحو نمو قوي رغم التحديات

اقرأ المزيد