السودان يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث يعاني أكثر من نصف سكان البلاد من انعدام الأمن الغذائي، في ظل حرب مستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وتسببت الحرب في تفاقم الأوضاع المعيشية وأودت بحياة أكثر من 20 ألف شخص، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن 25.6 مليون شخص يواجهون مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي، مع إعلان المجاعة في خمس مناطق حتى الآن، واحتمال امتدادها إلى 17 منطقة أخرى بحلول مايو المقبل.
ودفع هذا الوضع المأساوي مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة يوم الاثنين لمناقشة الأزمة، وسط مخاوف من تصاعد الأزمة الإنسانية نتيجة استمرار النزاع.
ووصف المحلل السياسي السوداني د. أمجد فريد الوضع بـ”أسوأ أزمة إنسانية على الإطلاق”، داعياً إلى تدخل دولي عاجل لحل الكارثة ومنع استغلالها لتحقيق أهداف سياسية.
وأشار فريد إلى ضعف الاستجابة الدولية الإنسانية، مطالباً المجتمع الدولي ببذل جهود أكبر لإنقاذ الشعب السوداني.
وفيما تسعى منظمات الإغاثة إلى تقديم المساعدات، تواجه جهودها صعوبات هائلة بسبب الحصار المفروض على بعض المناطق، فبالرغم من فتح معبر “أدري” الحدودي لإدخال المساعدات الإنسانية منذ سبعة أشهر، إلا أن القليل منها وصل إلى المناطق الأكثر احتياجاً، مثل معسكر زمزم في شمال دارفور، أول مكان أُعلن فيه عن المجاعة.
وأنكرت الحكومة السودانية رسمياً التقارير الدولية حول انتشار المجاعة، معتبرة إياها محاولة للضغط على السودان.
ومع ذلك، يشير المحللون إلى أن إنكار الواقع لن يغير من حقيقة وجود المجاعة واتساع نطاقها، مما يتطلب تحركاً دولياً عاجلاً لتخفيف معاناة السودانيين.
ويظل الوضع الإنساني في السودان اختباراً للمجتمع الدولي وقدرته على التعامل مع الأزمات الكبرى، حيث تتفاقم معاناة السودانيين بين لهيب الحرب وشبح الجوع.
الأمم المتحدة تطلق حملة لتأمين دعم عاجل للاجئين السودانيين في تشاد