بعد عقدين من الانتظار وتأجيلات متكررة، تفتتح مصر رسمياً يوم السبت 1 نوفمبر 2025 المتحف المصري الكبير، ليصبح أحد أبرز المعالم الثقافية والسياحية في العالم وأكبر متحف مخصص لحضارة واحدة.
ويقع المتحف على مقربة من أهرامات الجيزة، وبلغت تكلفة إنشائه نحو مليار دولار، ويضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية توثق مختلف جوانب الحياة في مصر القديمة، وللمقارنة، يعرض متحف اللوفر في باريس نحو 35 ألف قطعة فقط.
ويُعد المشروع من أكبر المبادرات التي أُنجزت خلال عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أطلق منذ توليه الرئاسة عام 2014 سلسلة من المشاريع القومية الكبرى لدعم الاقتصاد الوطني وتعزيز السياحة بعد سنوات من الاضطرابات.
وبدأت أعمال بناء المتحف في عام 2005، لكنها توقفت ثلاث سنوات عقب أحداث 2011، قبل أن تُستأنف وتُستكمل على مراحل، وتقرر الافتتاح بعد تأجيلات عدة كان آخرها في يوليو 2025، بسبب الظروف الإقليمية المضطربة.
وصُمم المتحف من قبل شركة “Heneghan Peng Architects” الأيرلندية بواجهة زجاجية مثلثية مستوحاة من الأهرامات، ويستقبل الزوار بتمثال ضخم للملك رمسيس الثاني يبلغ ارتفاعه 36 قدماً ويزيد عمره على 3200 عام، نُقل من ميدان رمسيس الشهير في القاهرة.
ويؤدي درج داخلي ضخم مكوّن من ستة طوابق محاط بتماثيل أثرية إلى المعارض الرئيسية التي تطل مباشرة على الأهرامات، كما يربط جسر بين المتحف والمنطقة الأثرية يتيح للزوار التنقل سيراً أو عبر مركبات كهربائية صديقة للبيئة.
ويتضمن الافتتاح عرض خمسة آلاف قطعة من مقتنيات الملك توت عنخ آمون تُعرض كاملة لأول مرة منذ اكتشاف مقبرته عام 1922 في الأقصر، وتشمل العرش الذهبي، والتوابيت المذهبة، وقناع الدفن الشهير المصنوع من الذهب والكوارتز واللازورد والزجاج الملون، إضافة إلى الأسرة الجنائزية والعربات الملكية التي جُمعت لأول مرة داخل مركز الترميم.
وقال عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق زاهي حواس: “السبب في أهمية هذا المتحف وانتظار العالم له هو توت عنخ آمون، فهو القلب النابض للمجموعة المعروضة”.
ومن جانبها، أوضحت جيلان محمد، رئيسة مختبر ترميم الأخشاب، أن “كل القطع وصلت إلى المتحف بنسبة أمان 100% بعد خضوعها لترميم دقيق للقطع الضعيفة أو المعرضة للتلف، لضمان عرضها في أفضل حال”.
كما يضم المتحف القارب الشمسي للملك خوفو، الذي يبلغ طوله 43 متراً ويعود تاريخه إلى نحو 4600 عام، وقد نُقل إلى المتحف في عام 2021 باستخدام مركبة كهربائية مستوردة من بلجيكا.
ويتوقع المسؤولون استقبال ما بين 15 و 20 ألف زائر يومياً، بحسب حسن علام، الرئيس التنفيذي لشركة حسن علام القابضة المشرفة على إدارة المتحف، مؤكداً أن الافتتاح سيسهم في خلق فرص عمل جديدة وتنشيط السياحة.
ومن جانبه، قال وليد البطوطي، المستشار السابق لوزارة السياحة، إن المتحف الكبير “سيكون رافداً اقتصادياً مهماً، يضخ عملة أجنبية من خلال تعاملات الزوار اليومية، ويمثل نقلة نوعية في السياحة الثقافية المصرية”.
واكتمل تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف عبر تعبيد الطرق وإنشاء محطة مترو حديثة، إضافة إلى افتتاح مطار أبو الهول الدولي على بُعد 40 دقيقة من الموقع، لتسهيل وصول الزوار والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم.
اكتشاف أثري مذهل داخل هرم مفقود في مصر
