05 ديسمبر 2025

اللاجئون السودانيون عند الحدود التشادية يواجهوا أوضاعاً إنسانية حرجة مع نقص المساعدات وتراجع التمويل الدولي، في وقت يتزايد فيه عدد الفارين من مدينة الفاشر التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع بعنف.

وشكلت المساهمات الأمريكية لعام 2024 نحو 68.4 مليون دولار، ما يعادل 32% من إجمالي موازنة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بينما انخفضت هذا العام إلى 35.6 مليون دولار فقط، أي نحو 10% من إجمالي الموازنة التي ارتفعت مع تزايد الحاجات الإنسانية.

وفي مخيم عبور على الحدود السودانية – التشادية، توزع نجوى عيسى آدم، البالغة 32 عاماً، أطباق المعكرونة واللحم على الأطفال الأيتام القادمين من الفاشر. ونجوى نفسها لاجئة وصلت في أكتوبر الماضي، وروت أنها تعرضت للاحتجاز تحت تهديد السلاح من قبل أربعة من مقاتلي قوات الدعم السريع الذين اغتصبوها مراراً قبل أن يتمكن شخص من مساعدتها على الهرب.

وتشتري نجوى حالياً الطعام وتعدّه للعائلات الوافدة حديثاً بأموال تبرع بها لاجئون آخرون في بلدة الطينة الحدودية، وتقول: “لا يملك الناس هنا أي طعام، والدعم الوحيد الذي نحصل عليه هو من سكان الطينة، ولا نجد سوى القليل من المساعدات الإنسانية الدولية”.

وتعمل عدد محدود من المنظمات غير الحكومية في المنطقة، بينها منظمة “أطباء بلا حدود” التي تشغل عيادة متنقلة وقسماً صغيراً للمرضى الخارجيين يفتح ثلاثة أيام أسبوعياً.

ويشير ممرض الطوارئ جوش سيم إلى أن نحو طفل من كل أربعة جرى فحصهم يعاني سوء تغذية، وهو وضع يتفاقم مع وصول المزيد من الأسر الفارة من الفاشر.

واستأنف “برنامج الأغذية العالمي” توزيع الغذاء بشكل محدود على الحوامل والمرضعات والأطفال دون سن الثانية للوقاية من سوء التغذية، مع تحويل معظم الموارد إلى مخيمات أبعد لتشجيع اللاجئين على الانتقال لمناطق أكثر أماناً.

وقالت نوال أبو بكر عبدالوهاب، المعلمة السابقة في الفاشر، والتي فرت الشهر الماضي: “لا يوجد علاج ولا دواء، غادرنا بيوتنا بالثياب التي كنا نرتديها فقط، وليس لدينا أي شيء”.

وأكدت مفوضية اللاجئين أنها تملك 38% فقط من إجمالي 246 مليون دولار تحتاجها للاستجابة للأزمة، مشيرة إلى أن خفض المساعدات الأميركية يعد السبب الرئيسي لفجوة التمويل.

وعادة تُنقل اللاجئون من مخيمات العبور مثل مخيم الطينة إلى مواقع داخلية أكثر أماناً، إلا أن محدودية التمويل لتوفير المياه والصرف الصحي والمأوى تبطئ عمليات النقل.

كما لا يتوفر مأوى دائم أو خيم للوافدين الجدد، ويكتفي الموظفون بتوزيع مفارش بلاستيكية، فيما وصفه ممثل المفوضية ماغات جيس بأنه “مجرد شيء لحجب الشمس ومنح القليل من الحماية”.

تشاد تستبعد أن يكون هجوم القصر الرئاسي عملاً إرهابياً

اقرأ المزيد