اعترافات صادمة بثها جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في ليبيا، أظهرت الوجه البشع لمليشيا الكانيات التي سادت في ترهونة، حيث اعترف منتسبوها بارتكاب مجازر وإعدامات جماعية خلال الحرب على طرابلس.
وكانت هذه المليشيا، تحت قيادة محسن الكاني، قامت بتصفية أكثر من 40 شخصا، فيما يبدو أنه انتقام لمقتل قائدهم.
ويحتوي الفيديو المعنون بـ “لواء الدم” على شهادات مروعة عن الطريقة التي نُفذت بها هذه الإعدامات في أماكن مثل سجون “جهاز القضائية” و”الدعم المركزي” في ترهونة، حيث وصف المشاركون في هذه العمليات المشاهد بأنها مرعبة وتفوق الخيال، وظلت عالقة في أذهانهم.
وبالإضافة إلى ذلك، تحدث أحد الناجين عن تجاربه المروعة، حيث شاهد الموت محدقا فيهم من عيون الجلادين وشاهد رفاقه يركضون من الزنازين أثناء الإعدامات.
وفي محاولة لإخفاء الجرائم، استخدم أفراد المليشيا الديزل والمواد الكيميائية لتنظيف مواقع الإعدام، وردموا الأماكن بالآلات الثقيلة، ونقلوا الجثث إلى مقابر جماعية، وفقا للتقارير.
واستنكرت منظمة العفو الدولية استمرار الإفلات من العقاب وغياب التعويضات للضحايا، مصنفة الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الكانيات ضمن جرائم ضد الإنسانية.
كما أشار التقرير إلى أن مذكرات توقيف صدرت من المحكمة الجنائية الدولية ضد ستة أشخاص متهمين بارتكاب جرائم حرب، لكنهم لا يزالون أحرارا.
يذكر أن ميليشيا الكانيات، المعروفة أيضا باسم “الكاني”، هي جماعة مسلحة تأسست في مدينة ترهونة الليبية عام 2015.
وقادت هذه الميليشيا عائلة الكاني، وعلى رأسهم عبد الرحيم الكاني، وسيطرت على المدينة حتى عام 2020، وخلال فترة سيطرتها، ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك القتل الجماعي، التعذيب، والاختفاء القسري، وكانت تستعرض قوتها بطرق مروعة، مثل استخدام أسدين مقيدين لبث الرعب بين السكان.