27 أبريل 2025

وزارة السياحة والآثار المصرية أعلنت عن اكتشافات أثرية جديدة داخل محيط معبد الرامسيوم الشهير بالبر الغربي في الأقصر، تكشف عن تفاصيل غير مسبوقة حول تاريخ المعبد ودوره المتعدد في مصر القديمة.

وجاءت هذه الاكتشافات نتيجة لأعمال الحفر التي تنفذها بعثة أثرية مصرية فرنسية مشتركة، تضم خبراء من المجلس الأعلى للآثار، والمركز القومي الفرنسي للأبحاث، وجامعة السوربون.

وأبرز ما تم العثور عليه كان “بيت الحياة”، وهو مؤسسة تعليمية ملحقة بالمعابد الكبرى، تُكتشف للمرة الأولى بهذا الشكل المتكامل داخل الرامسيوم، مع بقايا لألعاب مدرسية ورسومات، تُعد أول دليل مادي على وجود مدرسة داخل معبد “ملايين السنين”.

كما كشفت الحفائر عن ورش للنسيج والأعمال الحجرية، ومخابز ومطابخ، ومكاتب إدارية، مما يعزز فهم البنية التنظيمية والإدارية لهذا الصرح الديني والاقتصادي في آن واحد.

وفي الجهة الشمالية، تم اكتشاف مخازن كانت تستخدم لحفظ زيت الزيتون والعسل والدهون، إضافة إلى أقبية لتخزين النبيذ، عُثر فيها على العديد من ملصقات جرار النبيذ.

وفي المنطقة الشمالية الشرقية، تم اكتشاف عدد كبير من المقابر التي تعود إلى عصر الانتقال الثالث، وتضم حجرات وآبار دفن، وأوانٍ كانوبية، وتماثيل أوشابتي من الفخار، وتوابيت بعضها داخل بعض، في حالة حفظ جيدة.

واعتبر الدكتور محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، هذه الاكتشافات ذات أهمية كبيرة، إذ تسهم في إعادة تشكيل الصورة التاريخية للمعبد، مؤكداً أن الرامسيوم لم يكن مجرد موقع ديني، بل مؤسسة متعددة الوظائف، لها طابع إداري واقتصادي، وكانت تدير توزيع المنتجات والخدمات لسكان المنطقة، بمن فيهم الحرفيون في دير المدينة.

وأضاف إسماعيل أن الموقع كان مأهولاً حتى قبل بناء المعبد في عهد رمسيس الثاني، وتحوّل لاحقاً إلى مقبرة كهنوتية ضخمة، ثم إلى موقع استُخدم من قبل عمال المحاجر في العصرين البطلمي والروماني، ما يعكس تعدد أوجه استخدامه على مدى العصور.

ومن جانبه، صرّح الدكتور هشام الليثي، رئيس البعثة من الجانب المصري، بأن الفريق الأثري أعاد الكشف عن مقبرة “سحتب أيب رع”، التي سبق أن اكتشفها عالم الآثار الإنجليزي كويبل في عام 1896، المقبرة تعود لعصر الدولة الوسطى، وتتميز بزخارف جدارية توثق جنازة صاحبها.

يذكر أن هذه الاكتشافات الجديدة لا تضيء فقط على الحياة اليومية والدور المتكامل للمعبد، بل تفتح أيضاً آفاقاً جديدة لفهم طبيعة المؤسسات الدينية والتعليمية والإدارية في مصر القديمة.

اقرأ المزيد