hannibalmazen 
الكاتب الفرنسي الجزائري كمال داود يواجه دعوى قضائية في فرنسا بتهمة انتهاك الخصوصية، بعد أن اتهمته سعادة عربان، الناجية من هجوم إرهابي، باستخدام قصتها الشخصية دون إذن في روايته “حوريات”، التي فازت بجائزة غونكور الأدبية المرموقة عام 2024.
ومن المقرر أن تعقد المحكمة الابتدائية في باريس جلسة استماع أولية في 7 مايو المقبل للنظر في القضية، ورفعت سعادة عربان الدعوى ضد داود ودار النشر “غاليمار”، مطالبة بتعويض قدره 200 ألف يورو عن الضرر المعنوي والمادي، بالإضافة إلى نشر أي حكم إدانة قد يصدر ضد الكاتب.
وتزعم عربان أن شخصية بطلة الرواية، أوب، والتي تعرضت لمحاولة اغتيال على يد متشددين، تطابق قصتها الشخصية بشكل كبير، حيث تعرضت عربان لهجوم مماثل عام 2000، ما أدى إلى إصابتها بجروح بالغة تتطلب استخدام القسطرة للتنفس.
وأكدت عربان في مقابلة سابقة مع قناة “وان تي في” الجزائرية أنها لم توافق على استخدام قصتها في العمل الأدبي، رغم تقديم داود لثلاث طلبات بين عامي 2021 و2024 للحصول على موافقتها، وأشارت إلى أن التشابه بين الأحداث الواردة في الرواية وتفاصيل حياتها “لا يمكن أن يكون عرضيا”.
وتستند الدعوى إلى شهادات طبية من أخصائيين في فرنسا والجزائر تؤكد طبيعة الإصابة الفريدة التي تعرضت لها عربان، بالإضافة إلى مقاطع من الرواية تُظهر تشابها لافتا بين حياة البطلة أوب وقصة عربان.
كما استشهدت الدعوى بتصريحات سابقة لداود اعترف فيها بأن الرواية مستوحاة من قصة امرأة حقيقية يعرفها.
ومن جهته، نفى كمال داود في تصريحات إعلامية سابقة استخدامه لقصة عربان بشكل مباشر، مؤكدا أن الرواية مستوحاة من أحداث عامة معروفة في الجزائر، وخاصة في مدينة وهران.
وأضاف داود، “كل الناس في الجزائر يعرفون قصة عربان، إنها قصة عامة، ولا يمكنني أن أفعل شيئا لمجرد أنها وجدت نفسها في رواية لا تذكر اسمها ولا تفاصيل حياتها.”
كما دافعت دار “غاليمار” عن الكاتب، واصفة الدعوى بأنها جزء من “حملات تشهيرية” مدفوعة بأجندات سياسية.
وأكدت الدار أن الرواية لا تستهدف انتهاك خصوصية أي فرد، بل تسلط الضوء على قضايا إنسانية واجتماعية مرتبطة بالعنف الذي شهدته الجزائر خلال “العشرية السوداء”.
يذكر أن رواية “حوريات” لم تُنشر في الجزائر بسبب قوانين تحظر تناول أحداث “العشرية السوداء”، وهي الفترة التي شهدت حربا أهلية دامية بين الحكومة والمجموعات المسلحة، أسفرت عن مقتل نحو 200 ألف شخص.