16 ديسمبر 2025

يحظى القطاع التعليمي في الشرق الليبي باهتمام متزايد خلال السنوات الأخيرة، في إطار رؤية شاملة لإعادة بناء مؤسسات الدولة وتعزيز الاستقرار المجتمعي، تقودها القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية برئاسة المشير خليفة حفتر، وبالتنسيق مع الحكومة والجهات التنفيذية المختصة. ويُنظر إلى التعليم بوصفه ركيزة أساسية للتنمية المستدامة، وأحد أهم أدوات ترسيخ الأمن وبناء الإنسان.

“أولوية التعليم في مسار الاستقرار”

عملت السلطات في الشرق الليبي على إعادة فتح المدارس وصيانة المتضرر منها، خصوصاً في المدن التي عانت من ويلات الإرهاب والصراع، وعلى رأسها مدينة بنغازي. وقد تزامن ذلك مع جهود لتوفير بيئة تعليمية أكثر استقراراً، عبر تأمين المؤسسات التعليمية، وانتظام العملية الدراسية، ودعم الكوادر التربوية، ما ساهم في عودة آلاف الطلبة إلى مقاعد الدراسة بعد سنوات من الاضطراب.

مشاريع تربوية وتنموية بارزة

شهدت مدن الشرق الليبي، ولا سيما بنغازي، تنفيذ عدد من المشاريع التعليمية، شملت:

* إعادة إعمار وصيانة عشرات المدارس المتضررة جراء المعارك، وتجهيزها بالمرافق الأساسية.

* إنشاء مدارس جديدة في أحياء سكنية حديثة ومناطق كانت تعاني نقصاً في الخدمات التعليمية.

* تطوير بعض المعاهد الفنية والتقنية، في إطار ربط التعليم باحتياجات سوق العمل.

* دعم الجامعات، وعلى رأسها جامعة بنغازي، من خلال تحسين البنية التحتية وتوسعة الكليات واستئناف الدراسة بشكل منتظم.

وقد انعكست هذه المشاريع إيجابًا على مستوى التحصيل العلمي، وأسهمت في الحد من ظاهرة تسرب الطلاب، خاصة في المناطق التي استعادت عافيتها الأمنية.

التعاون الدولي والدور الروسي

في سياق الانفتاح على الشراكات الدولية، برزت روسيا كأحد الأطراف الداعمة لمسار الاستقرار وإعادة الإعمار في الشرق الليبي.


وعلى الرغم من أن التعاون الليبي–الروسي في المجال التعليمي لا يزال في مراحله الأولى، إلا أن هناك مؤشرات على اهتمام متبادل بتطوير هذا القطاع، من خلال:

* برامج تدريب وتأهيل للكوادر التعليمية والفنية.

* مبادرات للتعاون الأكاديمي وتبادل الخبرات بين الجامعات.

* طرح أفكار لمشاريع تعليمية مستقبلية ضمن حزمة أوسع من التعاون في مجالات الإعمار والتنمية.

ويُنظر إلى هذا التعاون بوصفه جزءاً من رؤية طويلة الأمد تهدف إلى الاستفادة من الخبرات الدولية في تطوير المناهج، والتعليم التقني، والتعليم العالي.

بنغازي نموذجاً

تُعد مدينة بنغازي مثالاً واضحاً على التحول الإيجابي في القطاع التعليمي، إذ استعادت المؤسسات التعليمية نشاطها بعد سنوات من التوقف، وشهدت المدينة عودة الحياة الجامعية والمدرسية، بالتوازي مع مشاريع إعادة الإعمار والخدمات. ويؤكد متابعون أن استقرار العملية التعليمية في بنغازي شكّل عامل طمأنة للأسر، وأسهم في إعادة الحياة الطبيعية إلى المدينة.

ويعكس الاهتمام المتنامي بالقطاع التعليمي في الشرق الليبي قناعة راسخة بأن بناء الإنسان لا يقل أهمية عن إعادة إعمار الحجر. ومع استمرار المشاريع التربوية، والانفتاح على شراكات دولية، من بينها التعاون مع روسيا، يخطو الشرق الليبي خطوات ثابتة نحو ترسيخ تعليم مستقر وحديث، يشكّل قاعدة أساسية لنهضة تنموية شاملة ومستدامة.

خاص – أخبار شمال إفريقيا 

المجلس الرئاسي الليبي يأمر بعودة القوات إلى ثكناتها

اقرأ المزيد