أصدر القضاء اللبناني، اليوم الجمعة، قرارا بالإفراج المشروط عن هانيبال القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمّر القذافي، بعد عشر سنوات من توقيفه دون محاكمة، مقابل كفالة مالية غير مسبوقة بلغت 11 مليون دولار، مع منعه من مغادرة الأراضي اللبنانية.
وجاء القرار عن القاضي زاهر حمادة، المحقق العدلي في ملف اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه، وهي القضية التي لطالما ظلت محور توتر بين بيروت وطرابلس منذ نهاية السبعينيات.
وأوضح مصدر قضائي أن الإفراج لا يعني إسقاط التهم المحتملة، بل يعد خطوة إجرائية في ظل طول فترة التوقيف.
وأعلن محامي هانيبال، الفرنسي لوران بايون، عزمه الطعن في قرار الكفالة، معتبرا أن فرض مبلغ بهذا الحجم في حالة احتجاز “تعسفي” يتعارض مع مبادئ العدالة، مضيفا أن موكله “خاضع لعقوبات دولية” ولا يمتلك الوسائل لتأمين المبلغ المطلوب.
وجاء هذا الموقف بعد استجواب القذافي أمام قاضي التحقيق صباح الجمعة، في جلسة هي الأولى منذ أشهر داخل مقر احتجازه في بيروت.
وكانت السلطات اللبنانية أوقفت هانيبال القذافي، البالغ من العمر 49 عاما، في ديسمبر 2015، بعدما تم استدراجه من سوريا، حيث كان لاجئا سياسيا.
واتهم حينها بـ”كتمان معلومات” تتعلق بقضية اختفاء الإمام موسى الصدر، الذي زار ليبيا عام 1978 ولم يعرف مصيره حتى اليوم.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش دعت في تقرير نُشر في أغسطس الماضي إلى الإفراج الفوري عن هانيبال القذافي، ووصفت احتجازه بأنه “انتهاك صارخ للإجراءات القانونية”، معتبرة أن التهم الموجهة إليه “بلا أساس قانوني”.
وأشارت تقارير من فريق الدفاع إلى أن القذافي يعاني من تدهور صحي داخل زنزانته، ما جعل مطلب الإفراج الإنساني أكثر إلحاحًا في الأشهر الأخيرة.
الهجرة من ليبيا: أزمة جديدة على أعتاب أوروبا
