الدائرة الجنائية المختصة بقضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية في تونس تستعد للنظر، يوم الجمعة المقبل، في ملف اغتيال السياسي التونسي البارز شكري بلعيد، بعد سنوات من التحقيقات والتطورات القضائية المعقدة.
ويأتي ذلك عقب قرار دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف في تونس، القاضي بإحالة كل من وكيل الجمهورية الأسبق لدى المحكمة الابتدائية بتونس، البشير العكرمي، والقيادي بحركة النهضة، الحبيب اللوز، على أنظار الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الإرهاب، وذلك لمقاضاتهما في جرائم ذات صبغة إرهابية.
وقد رفضت الدائرة طلب الإفراج عنهما، مما يعكس خطورة التهم الموجهة إليهما.
ووُلد شكري بلعيد، المحامي والسياسي المعروف، في بيئة يسارية ماركسية، وكان الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد وأحد أبرز مؤسسي “الجبهة الشعبية”.
وبرز بلعيد كأحد الأصوات النقدية الأكثر حدة في مواجهة السلطة خلال فترة ما بعد الثورة، لا سيما ضد الترويكا الحاكمة بقيادة حركة النهضة، وكان من بين أعضاء الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي.
وفي 6 فبراير 2013، تعرّض بلعيد لعملية اغتيال أمام منزله بطلقات نارية أودت بحياته على الفور، في حادثة هزت الشارع التونسي وأشعلت احتجاجات عارمة، دفعت الاتحاد العام التونسي للشغل إلى الدعوة لإضراب عام، وطرحت تساؤلات عميقة حول المسار الديمقراطي للبلاد وأمن الناشطين السياسيين.
وتحوّلت قضية اغتيال بلعيد إلى أحد أكثر الملفات تعقيداً في القضاء التونسي، حيث تداخلت فيها الجوانب السياسية والأمنية، وشهدت توجيه اتهامات بالتواطؤ والتستر، خصوصاً بعد ظهور أسماء مسؤولين سابقين في سلك القضاء والأحزاب السياسية.
وبينما ينتظر الشارع التونسي ما ستسفر عنه الجلسة المرتقبة، تبقى قضية بلعيد رمزاً لتحديات الانتقال الديمقراطي وتفكيك شبكات العنف السياسي التي وُلدت من رحم الانقسامات الأيديولوجية والصراعات الحادة ما بعد الثورة.
تونس تتفوق على اليابان وإسبانيا وتتصدر وجهات السياح الصينيين
