قررت محكمة الاستئناف في تونس إسقاط تهمتين بارزتين عن رجل الأعمال سليم شيبوب، صهر الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، بعد سنوات من الملاحقة القضائية.
وتتعلق التهم بـ”التآمر على أمن الدولة” و”تكوين وفاق إجرامي”، غير أن المحكمة اعتبرت أن الأدلة المقدمة غير كافية لإدانته.
وجاء في قرار المحكمة أن القطب القضائي لمكافحة الإرهاب لم يعد مختصا في القضايا المرتبطة بشيبوب، لتُحال الملفات إلى النيابة العمومية التي ستحدد لاحقا ما إذا كانت ستغلق التحقيق أو تواصل النظر فيه.
في المقابل، رفضت المحكمة الإفراج عن ثلاثة متهمين آخرين، بينهم محام، وأحالتهم إلى الدائرة الجنائية لمواجهة التهم نفسها التي سقطت عن شيبوب.
ويعد سليم شيبوب (مواليد 1959) أحد أبرز رجال الأعمال في تونس خلال فترة حكم بن علي، كما تولى رئاسة نادي الترجي الرياضي التونسي بين عامي 1989 و2004، قبل أن يدخل في دوامة من الملاحقات القضائية بعد سقوط النظام عام 2011.
وتعكس قضية شيبوب مسارا حرجا للعدالة الانتقالية في تونس، حيث ظل الجدل قائما حول كيفية التعامل مع شخصيات مقربة من النظام السابق، فمنذ ثورة 2011، وجهت لشيبوب عدة قضايا تتعلق بالفساد المالي وصفقات مشبوهة، بعضها انتهى بالمصالحة أو إسقاط التهم، فيما ظل بعضها الآخر معروضا أمام المحاكم.
ويأتي قرار إسقاط التهم الحالية في وقت يشهد فيه القضاء التونسي ضغوطا متزايدة، وسط انتقادات حادة بشأن استقلاليته ودوره في ملاحقة ملفات الفساد والإرهاب، كما أن الملف يكتسب حساسية خاصة لارتباط شيبوب بعائلة بن علي، وما يمثله من رمز لتشابك المصالح بين السياسة والمال والرياضة خلال العقود الماضية.
وإلى جانب ذلك، يندرج الحكم ضمن سلسلة من التطورات القضائية التي أثارت جدلا واسعا في الشارع التونسي حول جدية مكافحة الفساد، في وقت تواجه فيه البلاد أزمة اقتصادية عميقة وتوترا سياسيا حول الإصلاحات الدستورية والانتخابية.
أفلام عربية ضمن القائمة الأولية لفئتين من جوائز الأوسكار لعام 2024
