وحدة عمليات خاصة في جهاز الأمن الإسباني، بالتعاون مع الشرطة الفرنسية، تمكنت من اعتقال القاتل المتسلسل علال المرابط، المعروف بـ”سائق الشاحنة الجهادي”، في مدينة بيزييه الفرنسية.
ونُفذت العملية الأمنية في ساعات متأخرة من يوم الثلاثاء، وتم إلقاء القبض على المرابط، الذي كان هارباً منذ سبتمبر 2023، عندما تمكن من إزالة سوار المراقبة الإلكتروني والاختفاء عن الأنظار.
وهو مغربي يحمل الجنسية الإسبانية، كان مطلوباً بتهمة قتل ثلاثة مزارعين في المناطق الريفية بإسبانيا بين نوفمبر 2023 ويناير 2024، حيث استخدم ساطوراً في هجماته وسرق سيارات ضحاياه للهروب.
ووفقاً لتحقيقات الشرطة الإسبانية، فإن سلسلة جرائم المرابط بدأت في 22 نوفمبر 2023، عندما قتل رجلاً يبلغ من العمر 60 عاماً في منطقة نائية من توديلا (نافارا)، ثم في 21 ديسمبر ارتكب جريمة ثانية بحق مزارع يبلغ من العمر 80 عاماً في ريبافورادا، وتبع ذلك جريمة ثالثة في 5 يناير 2024، حيث عُثر على ضحية أخرى تبلغ من العمر 84 عاماً مقتولة في فيلانوفا دي لا باركا (لييدا).
وارتبطت الجرائم ببعضها البعض عندما عثرت الشرطة على إحدى سيارات الضحايا بالقرب من مسرح الجريمة الأخيرة، وأظهرت التحقيقات أن المرابط استخدمها للهروب إلى فرنسا عبر أندورا.
وخلال عملية اعتقاله في بيزييه، أبدى المرابط مقاومة شديدة، ما اضطر رجال الشرطة الفرنسيين إلى استخدام مسدس الصعق للسيطرة عليه، وأسفرت العملية عن إصابة ثلاثة ضباط فرنسيين.
وقد ساهمت كاميرات المراقبة في تعقبه، كما أن تحليل الأدلة الجنائية من مواقع الجرائم والسيارات المسروقة ساعد المحققين في تحديد هويته ومكان اختبائه.
ورغم عدم تأكيد وجود دوافع متطرفة وراء هذه الجرائم، فإن المرابط معروف بخلفيته الجهادية، حيث تم توقيفه عام 2014 في تركيا أثناء محاولته العبور إلى سوريا للانضمام إلى “داعش”، وتم ترحيله لاحقاً إلى إسبانيا، ثم حُكم عليه في عام 2018 بالسجن لمدة عامين ونصف.
كما اعتُقل مجدداً في 2016 أثناء محاولته قيادة شاحنة ثقيلة، وهو ما أثار مخاوف من احتمال تنفيذه هجوماً مشابهاً للهجوم الذي وقع في نيس بفرنسا عام 2016، عندما دهس مهاجم تونسي العشرات بشاحنة كبيرة.
ويواجه المرابط اتهامات بالقتل المتسلسل أمام محكمة نافارا الإسبانية، بينما تواصل السلطات الإسبانية والفرنسية التنسيق بشأن الإجراءات القانونية، تمهيداً لتسليمه إلى إسبانيا لمحاكمته.