05 ديسمبر 2025

تتحرك القاهرة بخطوات متسارعة لوضع الترتيبات النهائية لمشاركة قوات مصرية في بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي في الصومال، في إطار ما وصفه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بـالتزام مصر الثابت بدعم استقرار الدول الإفريقية.

وخلال لقائه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف في القاهرة، أمس السبت، شدد عبد العاطي على ضرورة توفير تمويل كاف ومستدام لبعثة الاتحاد الإفريقي لدعم الاستقرار في الصومال (أوصوم)، مؤكدا أهمية تبني مقاربة شاملة لا تقتصر على الحلول الأمنية، بل تمتد لتشمل التنمية وبناء القدرات ومواجهة الفكر المتطرف.

وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية إن اللقاء تناول تفاصيل نشر القوات المصرية في الصومال، إلى جانب بحث آليات دعم الدول الأفريقية الخارجة من النزاعات، وتسريع عودة الدول المجمّدة عضويتها إلى الاتحاد.

وتطرقت مباحثات القاهرة أيضا إلى القضايا الإقليمية الأخرى، إذ شدد وزير الخارجية على دعم مصر الكامل لجهود الاتحاد الإفريقي في تسوية النزاعات بالقارة وتحقيق التنمية الشاملة، وعلى موقفها الثابت الداعم لوحدة السودان وسلامة أراضيه.

كما دعا إلى بلورة رؤية أفريقية موحدة تعزز التكامل القاري وتمنح الاتحاد قدرة أكبر على الاستجابة لأزمات الأمن والتنمية في القارة.

وتأتي التحركات المصرية في أعقاب بدء بعثة أوصوم مهامها رسميا في يناير الماضي، خلفا لبعثة أتميس التي أنهت ولايتها عام 2024.

وتهدف البعثة الجديدة، التي أقرها مجلس الأمن الدولي لمدة عام، إلى دعم القوات الصومالية في مواجهة حركة الشباب الإرهابية التي تنشط منذ أكثر من 15 عاما.

وكانت مصر والصومال قد وقعتا في أغسطس 2024 بروتوكول تعاون عسكري يقضي بمشاركة مصر في قوات حفظ السلام خلال الفترة من 2025 إلى 2029، أعقبه دعم مصري لمقديشو بمعدات عسكرية في سبتمبر الماضي.

ورغم الترحيب الرسمي بالمشاركة المصرية، يحذر خبراء من تحديات سياسية واستراتيجية قد تواجه القاهرة، أبرزها هشاشة الوضع الأمني الداخلي في الصومال، وتنافس القوى الإقليمية ذات المصالح المتعارضة في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر.

وقالت الدكتورة أماني الطويل، مديرة البرنامج الإفريقي في مركز الأهرام للدراسات، إن مصر بحاجة إلى تحرك دبلوماسي نشط لتوضيح أهمية دورها في الصومال وربط استقراره بأمن البحر الأحمر والممرات البحرية الحيوية، مشيرة إلى أن بعض الأطراف الإقليمية «تنظر بريبة إلى أي حضور مصري في تلك المنطقة الحساسة.

ومن جانبه، اعتبر السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن المشاركة المصرية تمثل ضرورة سياسية وأمنية، مؤكدا أن مصر تمتلك خبرة واسعة في عمليات حفظ السلام ومكافحة الإرهاب، وأن استقرار الصومال هو امتداد مباشر لأمن قناة السويس والبحر الأحمر.

أول قرار رسمي من اللجنة الأولمبية حول أزمة القمة المصرية

اقرأ المزيد