05 ديسمبر 2025

اتهمت منظمة العفو الدولية، في تقرير جديد، السلطات التشادية بالعجز عن حماية المجتمعات المحلية من موجات العنف المتصاعدة بين المزارعين ومربي الماشية، في ظل اشتداد آثار تغيّر المناخ وتنامي الصراع على الموارد الطبيعية.

وقال التقرير إن البلاد شهدت بين عامي 2022 و2024 سبع حوادث عنف كبيرة في أربعة أقاليم جنوبية، خلفت 98 قتيلًا وأكثر من 100 جريح، إلى جانب نزوح مئات الأسر.

كما ذكرت المنظمة أن الآلاف تأثروا باشتباكات مشابهة خلال الأعوام السابقة، ما يعكس اتساع رقعة الأزمة وعجز الدولة عن احتوائها.

وأوضحت الأمينة العامة للمنظمة، أنياس كالامار، أن قوات الأمن كثيرا ما تصل متأخرة إلى مواقع الاشتباكات، بينما يظل عدد من المتورطين في القتل والنهب وتخريب الممتلكات بعيدا عن المحاسبة، الأمر الذي يعزز مناخ الإفلات من العقاب ويزيد التوترات الداخلية.

ويربط التقرير بشكل مباشر بين ارتفاع وتيرة العنف وتداعيات تغيّر المناخ، حيث يدفع الجفاف وارتفاع درجات الحرارة الرعاة إلى التوجه جنوبا بحثا عن المراعي، فيما يوسّع المزارعون نطاق زراعاتهم، ما يؤدي إلى احتكاكات متكررة. وتشمل أبرز أسباب النزاعات تدمير المحاصيل من قبل القطعان أو منع الرعاة من استخدام مسارات الرعي التقليدية.

ورغم وجود آليات رسمية لتسوية الخلافات، يؤكد التقرير أن ضعف التنسيق وغياب الفعالية ووجود شبهات انحياز لدى بعض المسؤولين يقوّض الجهود الرامية إلى نزع فتيل الأزمات. ومن أصل سبع حوادث وثّقتها المنظمة، انتهت ثلاث فقط بمحاكمات، أدين فيها 37 شخصا.

وحثت العفو الدولية الحكومة التشادية على إطلاق إصلاحات عاجلة وهيكلية، تشمل تعزيز انتشار قوات الأمن، وضبط السلاح المنتشر، ووضع إطار قانوني واضح ينظم حركة الترحال الرعوي، وتفعيل لجان منع النزاعات، إلى جانب تبني خطة واقعية للتكيف مع آثار تغيّر المناخ.

ويستند التقرير إلى مقابلات أجرتها المنظمة مع 110 أشخاص في 14 قرية جنوب تشاد، كما تم إرسال نتائجه إلى السلطات في يونيو 2025 دون تلقي أي رد رسمي حتى موعد نشره.

 

الدبلوماسية السوداء: الموساد، الصين، والتطبيع الخفي في القارة السمراء (3)

اقرأ المزيد