05 ديسمبر 2025

توقع باحثون من جامعة “إلينوي” أن تشهد الصحراء الكبرى زيادة في هطول الأمطار تصل إلى 75% بحلول منتصف القرن الحادي والعشرين، تعتمد الدراسة على تحليل بيانات من 40 نموذجاً مناخياً، مما يشير إلى تأثير الاحترار العالمي على أنماط الأمطار.

كشف فريق بحثي من جامعة “إلينوي” في شيكاغو عن توقعات مناخية مفاجئة تشير إلى إمكانية حدوث تحول جذري في النظام المناخي للصحراء الكبرى، التي تُعد إحدى أكثر المناطق جفافاً على سطح الكوكب.

فوفقاً للدراسة العلمية الحديثة، من المتوقع أن تشهد الصحراء الكبرى زيادة ملحوظة في معدلات هطول الأمطار قد تصل إلى 75% مقارنة بالمعدلات الحالية، وذلك بحلول منتصف القرن الحادي والعشرين.

أجرى عالم المناخ تيري نديتاتسي تاجيلا، الباحث في كلية الفنون والعلوم الحرة بالجامعة، تحليلاً شاملاً لبيانات 40 نموذجاً مناخياً عالمياً، بهدف توقع كميات الأمطار الصيفية في إفريقيا خلال الفترة الممتدة من 2050 إلى 2099، مقارنةً بالفترة التاريخية 1965–2014.

واعتمدت الدراسة على سيناريوهين مناخيين متباينين: الأول يفترض استمرار انبعاثات معتدلة للغازات الدفيئة، بينما يفترض الثاني سيناريو متشائماً بحدوث انبعاثات مرتفعة جداً.

وكشفت النتائج أن ظاهرة زيادة الأمطار لن تقتصر على الصحراء الكبرى وحدها، بل من المتوقع أن تمتد لتشمل مناطق جنوب شرق ووسط جنوب القارة الإفريقية. في المقابل، قد تشهد المناطق الجنوبية الغربية من القارة انخفاضاً طفيفاً في معدلات الهطول يصل إلى حوالي 5%.

يرجح الباحثون أن الاحترار العالمي يلعب دوراً محورياً في هذه التحولات المناخية المتوقعة، حيث يتمتع الهواء الأدفق بقدرة أكبر على احتواء كميات أعلى من الرطوبة، مما يؤدي بدوره إلى زيادة في معدلات هطول الأمطار بشكل عام.

يشدد الخبراء على أن تغير أنماط هطول الأمطار سيكون له تأثير بالغ على حياة مليارات البشر، ليس فقط في إفريقيا ولكن أيضاً خارجها.

ويؤكد فريق البحث على الأهمية القصوى للبدء في التخطيط المبكر واستراتيجيات التكيف مع هذه التحولات المناخية المتسارعة.

يُذكر أن الصحراء الكبرى تشهد حالياً متوسط هطول أمطار سنوي لا يتجاوز 75 ملم، مما يجعل هذه التوقعات بتحولها إلى منطقة أكثر رطوبة أمراً يستحق المتابعة والدراسة المتعمقة من قبل المجتمع العلمي وصناع القرار على حد سواء.

الأمطار تحوّل الصحراء الليبية إلى وديان وأنهار (صور)

اقرأ المزيد