الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تلقى اتصالاً من رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، بحثا خلاله تعيين الحدود البحرية وتطورات الأوضاع في ليبيا وغزة، ضمن ملفات إقليمية ذات أهمية استراتيجية.
وأوضح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية، السفير محمد الشناوي، أن الاتصال تطرق إلى “سبل دعم العلاقات الثنائية الاستراتيجية والمتميزة”، مؤكداً حرص الجانبين على مواصلة تعزيز آليات التعاون في مختلف المجالات، لا سيما في الاقتصاد والتجارة والطاقة والاستثمار، فضلاً عن الربط الكهربائي والتصدي للهجرة غير النظامية.
وفيما يتعلق بالأزمة الليبية، شدد السيسي وميتسوتاكيس على أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في ليبيا، ودفع العملية السياسية نحو تشكيل حكومة موحدة تشرف على تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن.
ويأتي ذلك في ظل استمرار الانقسام السياسي في ليبيا، حيث تتواجد حكومتان متنازعتان على السلطة منذ مطلع عام 2022، إحداهما في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والأخرى في بنغازي يرأسها أسامة حماد، وهي مكلفة من مجلس النواب.
كما ناقش الجانبان ملف ترسيم الحدود البحرية في شرق البحر المتوسط، في ضوء التوترات المتصاعدة بين اليونان وليبيا، عقب إعلان أثينا عطاءات لاستكشاف النفط والغاز في مناطق بحرية متنازع عليها، وتم التأكيد على أهمية مواصلة التنسيق المشترك لضمان الاستفادة المتبادلة وتحقيق التنمية والازدهار لشعوب المنطقة.
وفي سياق منفصل، جدد الرئيس المصري تأكيد التزام بلاده بحماية المقدسات الدينية على أراضيها، مشدداً على الأهمية الرمزية والدينية والتاريخية لدير سانت كاترين، وذلك في أعقاب حكم قضائي مصري صدر في مايو الماضي، قضى بحق رهبان الدير في الانتفاع بالمواقع الدينية والأثرية في المنطقة، مع احتفاظ الدولة بملكيتها لتلك المواقع باعتبارها من الأملاك العامة، وقد أثارت القضية ردود فعل رسمية في اليونان، دعت إلى الحفاظ على الطابع الأرثوذكسي للدير ومعالجة المسألة ضمن الأطر المؤسسية والاتفاقات الثنائية.
وفي ما يخص التصعيد في قطاع غزة، استعرض الرئيس السيسي خلال الاتصال الجهود المصرية المكثفة الهادفة إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وتأمين إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع، وأكد ضرورة البدء في إعادة إعمار غزة فور وقف إطلاق النار، مجدداً موقف مصر الثابت برفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وشدد السيسي على أن السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، عاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ويأتي هذا الموقف في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، والذي أسفر عن أكثر من 202 ألف ضحية بين قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين، ومئات الآلاف من النازحين، وسط أزمة إنسانية غير مسبوقة.
ويُذكر أن المفاوضات غير المباشرة الجارية في الدوحة بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة مصرية وقطرية ودعم أمريكي، تسعى للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف دائم لإطلاق النار، في ظل تصاعد المطالب الدولية بوقف الحرب وإنهاء المأساة الإنسانية في القطاع المحاصر.
مصر.. شاب يقتل والده خنقاً ويحرق جثته في بني سويف
