فرّ أكثر من 650 مصاباً من مدينة الفاشر المحاصرة في ولاية شمال دارفور، خلال أقل من شهر، وسط أوضاع إنسانية متدهورة وغياب الرعاية الصحية، وفق ما أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” الخميس.
وأوضحت المنظمة أن المصابين تمكنوا من الوصول إلى مستشفى تديره في مدينة طويلة، التي تبعد نحو 60 كيلومتراً عن الفاشر، منذ منتصف أغسطس (آب).
وأشارت إلى أن كثيرين منهم وصلوا سيراً على الأقدام “وهم ينزفون جراء طلقات نارية أو إصابات بسبب الجلد العنيف بالسياط”، بحسب ما قال سيلفان بنيكو، منسق مشروعات المنظمة في طويلة، مؤكداً أن هؤلاء “من حالفهم الحظ بالنجاة من فظائع الفاشر”.
وتشهد الفاشر منذ أسابيع موجة هجمات وُصفت بأنها الأعنف منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل (نيسان) 2023 ، ويُحكم الجيش قبضته على المدينة فيما تفرض الدعم السريع حصاراً خانقاً عليها، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى وتفاقم معاناة المدنيين.
وبحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، أسفر النزاع عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء ما يقرب من 15 مليوناً داخل السودان وخارجه.
وأشار بيان “أطباء بلا حدود” إلى أن مستشفياتها في شمال ووسط وجنوب دارفور استقبلت الأربعاء 99 مصاباً، توفي أربعة منهم فور وصولهم، وأكدت المنظمة أن الطريق بين الفاشر وطويلة أصبح “مليئاً بالجثث”، فيما يواجه الفارّون خطر القتل والتعذيب والعنف الجنسي وأشكالاً أخرى من الانتهاكات الجسيمة.
كما نقل البيان شهادات عن ناجين اضطروا إلى ترك أقاربهم المصابين بجروح بالغة لعدم قدرتهم على تحمل مشقة النزوح، ما يعكس حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان المدينة.
وتتزامن هذه التطورات مع تحذيرات بعثة الأمم المتحدة لتقصّي الحقائق في السودان، التي أكدت الجمعة الماضية ارتكاب الطرفين “جرائم حرب على نطاق واسع ومنهجي”، مشيرة إلى استهداف الأسواق والبنى التحتية ومخيمات النزوح.
وتعاني الفاشر ومحيطها أيضاً من المجاعة وانتشار عدوى الكوليرا في ظل غياب المياه النظيفة والخدمات الصحية، ما يضاعف من خطورة الوضع الإنساني في الإقليم الغارق في الحرب.
بايدن يدعو أطراف الصراع في السودان إلى إنهاء الحرب والعودة للمفاوضات
