لقي 24 شخصاً على الأقل مصرعهم ونقل أكثر من 800 آخرين إلى المستشفى في ولاية النيل الأبيض بجنوب السودان خلال الأيام الثلاثة الماضية، بسبب مرض ينتقل عبر المياه، وفقاً لمنظمة أطباء بلا حدود.
وجاء تفشي المرض عقب هجوم بطائرات مسيّرة استهدف محطة أم دباكر لتوليد الكهرباء، ما تسبب في انقطاع المياه عن مدينة كوستي، واضطر السكان إلى استخدام مياه النهر الملوثة للحصول على احتياجاتهم اليومية.
وأوضحت المنظمة أن مركز علاج الكوليرا في مستشفى كوستي الجامعي استقبل أعداداً كبيرة من المرضى الذين يعانون من إسهال حاد وجفاف وقيء.
وأكد الدكتور فرنسيس لايو أوكان، المرجع الطبي لمشروع المنظمة في كوستي، أن الوضع خطير للغاية ويقترب من الخروج عن السيطرة، مشيراً إلى أن 800 مريض إضافي وصلوا إلى المركز بين يومي الأربعاء والجمعة.
واستجابة لهذه الأزمة، فرضت السلطات حظراً على جمع المياه من النهر، وأغلقت معظم المطاعم المحلية كإجراء احترازي، فيما تم تعزيز نظام توزيع المياه بجرعات إضافية من الكلور.
كما استنفرت وزارة الصحة أكثر من 100 من الكوادر الطبية، ووفرت آلاف المحاليل الوريدية ومعدات علاج المرضى، إلى جانب فرق متخصصة لصحة البيئة وسلامة المياه.
وبالتزامن مع الأزمة الصحية، شهدت ولاية النيل الأبيض تصعيداً خطيراً في العنف، حيث شنت قوات الدعم السريع هجوماً استمر ثلاثة أيام على بلدات تبعد 200 كلم شمال كوستي، ما أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص ونزوح 6,500 عائلة خلال اليومين الأولين من الهجوم، وفقاً لمنظمة الهجرة الدولية.
ويشهد السودان حرباً منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين.
وتفاقمت الأزمة الصحية نتيجة تضرر قطاع الصحة، حيث توقفت 80% من المنشآت الطبية عن العمل في المناطق المتأثرة بالنزاع، وكانت الحكومة السودانية قد أعلنت العام الماضي تفشي وباء الكوليرا، حيث سجلت أكثر من 24,600 إصابة و699 وفاة بحلول أكتوبر 2024.