05 ديسمبر 2025

المأساة الإنسانية في مدينة الفاشر شمال دارفور تفاقمت، حيث كشفت مفوضية العون الإنساني عن وفاة 229 شخصا جراء الجوع منذ بدء الحصار المفروض على المدينة في أواخر أغسطس الماضي، بينهم 171 طفلا و58 مسنا، في وقت يواجه فيه عشرات الآلاف خطر المجاعة والانهيار الصحي الكامل.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة سودان تربيون، بلغ إجمالي عدد القتلى في المدينة بسبب الحصار والقتال نحو 675 شخصا، فيما تجاوز عدد المصابين 1460 شخصا، معظمهم من الأطفال والنساء.

وتضم المدينة حاليا أكثر من 74 ألف نازح يعيشون في ظروف قاسية، بينهم 38 ألف طفل، بعدما انقطعت الإمدادات الغذائية والطبية تماماً، واضطر السكان إلى تناول جلود الحيوانات وعلف المواشي (الأمباز) للبقاء على قيد الحياة.

وأشار التقرير إلى أن النظام الغذائي داخل الفاشر انهار كلياً، إذ لم يبق سوى ستة مطابخ خيرية تعمل بانتظام، بينما توقفت 15 مطبخا آخر عن العمل بسبب نقص التمويل والتهديدات الأمنية.

ودعت مفوضية العون الإنساني إلى تحرك دولي عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، مطالبة بـ”فك الحصار فورا” عن المدينة وإرسال مساعدات غذائية عاجلة عبر الإسقاط الجوي.

كما شددت على ضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال الإمدادات الطبية وإجلاء الجرحى، في ظل انهيار الخدمات الصحية المتبقية.

وفي تطور قضائي غير مسبوق، أصدرت هيئة محلفين اتحادية في مانهاتن حكما تاريخيا ضد بنك بي إن بي باريبا الفرنسي لإدانته بتمويل نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير خلال فترة الإبادة الجماعية في دارفور، وألزمت البنك بدفع تعويضات تفوق 20 مليون دولار لثلاثة لاجئين سودانيين تضرروا من النزاع.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن المحكمة منحت عبدالقاسم عبد الله 6.4 ملايين دولار، وانتظار عثمان كاشف 7.3 ملايين، وترجمان آدم 6.75 ملايين دولار، بعد أن فقدوا منازلهم وممتلكاتهم خلال الحرب.

ويعد هذا الحكم الأول من نوعه الذي يحمّل مؤسسة مالية عالمية مسؤولية مدنية مباشرة عن تمويل جرائم ضد الإنسانية، ويفتح الباب أمام أكثر من 20 ألف لاجئ سوداني في الولايات المتحدة للمطالبة بتعويضات مماثلة.

ورغم العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان منذ عام 1997، تمكّن النظام السابق من استخدام شبكة مالية معقدة للالتفاف على القيود، بمساعدة فروع البنك في جنيف وباريس، ما مكّنه من الوصول إلى مليارات الدولارات لتمويل عملياته العسكرية.

وفي عام 2014، اعترف بي إن بي باريبا بانتهاك العقوبات المفروضة على السودان وإيران وكوبا، ودفع حينها غرامة جنائية بقيمة 8.9 مليارات دولار، إلا أن حكم 2025 يُعدّ الأول الذي يربط البنك قانونيا بتمويل الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.

البرهان يؤكد أنه لا تراجع في مواجهة الدعم السريع

اقرأ المزيد