05 ديسمبر 2025

أعلن بنك السودان المركزي عن إصدار ورقة نقدية جديدة من فئة الألفي جنيه، إلى جانب طبعة معدلة من فئة الخمسمائة جنيه، في خطوة تهدف إلى تحسين جودة التداول ومكافحة التزوير، لكنها أثارت في المقابل مخاوف اقتصادية من تفاقم معدلات التضخم وفقدان الثقة بالعملة المحلية.

وفي بيان رسمي صدر أمس الخميس، أوضح البنك أن الفئتين الجديدتين تتميزان بعناصر تأمينية حديثة تشمل العلامة المائية، النقوش البارزة، والألوان المتدرجة، إضافة إلى رموز ملموسة على الأطراف لتسهيل استخدامها من قبل المكفوفين.

وأكد البنك أن الإصدار الجديد يأتي في إطار خطة لتحديث الأوراق النقدية المتداولة وتسهيل العمليات المالية في الأسواق المحلية.

واعتبرت الصحفية الاقتصادية نازك شمام، أن إصدار فئة مرتفعة القيمة “يمثل حلا نقديا سريعا لا يلامس جذور الأزمة المالية”، مشيرة إلى أن سعر الدولار تجاوز 3500 جنيه في السوق الموازي، ما يعكس استمرار تدهور قيمة العملة المحلية.

وأضافت شمام أن طباعة النقود من دون غطاء نقدي أو احتياطي ذهبي كافٍ “تفاقم اختلالات الاقتصاد وتزيد الضغط على الأسعار”، محذرة من أن الخطوة قد تعزز التضخم وتؤثر في القدرة الشرائية للمواطنين.

كما انتقدت توقيت القرار في ظل الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، معتبرة أن “الأولويات الاقتصادية يجب أن تتركز على الإصلاح المالي والإنتاجي لا على التوسّع النقدي”.

وأشارت إلى أن تكلفة الطباعة نفسها تمثّل عبئًا على الخزينة العامة، إذ تتطلب ملايين الدولارات من النقد الأجنبي، كان يمكن توجيهها إلى قطاعات حيوية كالصحة والتعليم والخدمات العامة.

ويأتي إصدار الورقة الجديدة بعد عام من طرح البنك المركزي فئات نقدية معدّلة من 1000 و500 جنيه في نوفمبر 2024، عقب انتشار أوراق مزوّرة سببت اضطرابًا في السوق وارتفاعًا في السيولة خارج النظام المصرفي.

الجيش السوداني يعلن عن تنفيذ عملية نوعية في مدينة الفاشر

اقرأ المزيد