الحكومة السودانية حثت الأمم المتحدة على تجاوز مرحلة البيانات والمناشدات، والتحرك الفوري لاتخاذ إجراءات رادعة ضد قوات “الدعم السريع”، متهمة إياها بارتكاب جرائم ممنهجة بحق المدنيين، لا سيما في مدينة الفاشر المحاصَرة منذ أكثر من عام.
وجاء ذلك خلال اجتماع رسمي عقده المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير حسن حامد حسن، مع المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، حيث استعرض فيه تطورات الأوضاع الإنسانية المأساوية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
وأكد حسن أن “الاستجابة الدولية لا تزال دون مستوى الكارثة”، مشددا على أن قوات الدعم السريع “تحول الحصار إلى سلاح استراتيجي لتجويع السكان ودفعهم إلى النزوح القسري، في خرق صارخ للقانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن”.
وأشار السفير إلى أن القوات المحاصِرة تستهدف الأسواق والبنى التحتية باستخدام المدافع والطائرات المسيّرة، مضيفًا أن هذه الهجمات “تُصنف قانونيا كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وبحسب الإفادات الميدانية التي أوردها الوفد السوداني، فإن النقص الحاد في المواد الغذائية والطبية دفع كثيرًا من المدنيين إلى استهلاك علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة، وسط انهيار شبه كامل في منظومة الخدمات الأساسية.
وأوضح حسن أن قوات الدعم السريع رفضت مؤخرا هدنة إنسانية لمدة أسبوع اقترحها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، رغم موافقة القوات المسلحة السودانية على المبادرة، ما اعتبره “دليلا إضافيا على استخفاف هذه الميليشيات بالشرعية الدولية”.
وفي سياق متصل، كشف السفير عن توثيق مجازر جماعية نفذتها قوات الدعم السريع في مناطق متعددة بشمال وغرب كردفان، شملت قرى ود حامد، شق النوم الشرقية والغربية، أبو قايدة، وأم قرفة، مشيرا إلى أن “هذه الهجمات تهدف إلى تفريغ القرى من سكانها لمنع أي تمركز للجيش السوداني”.
كما حذر من أن توسّع نطاق الهجمات خلال شهري يونيو ويوليو يعكس نية واضحة لدى هذه القوات لفرض واقع ديمغرافي جديد على الأرض، يهدد وحدة البلاد ويزيد من تعقيد المسار السياسي والأمني.
وفي ختام اللقاء، دعا السفير حسن الأمم المتحدة إلى “كسر حاجز الصمت” وتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في حماية المدنيين، مؤكدا أن التراخي في التعامل مع قوات الدعم السريع “لن يؤدي سوى إلى مزيد من الانتهاكات وزعزعة الاستقرار في السودان والمنطقة بأسرها”.
السودان.. لا رد من الجيش على مقترح الهدنة رغم قبول “الدعم السريع”
