منظمة الصحة العالمية أعلنت استمرار تفشي مرض الكوليرا عالمياً، مسجّلة أكثر من 390 ألف إصابة و4,300 وفاة في 31 دولة خلال العام الجاري، بينها السودان واليمن، مع الإشارة إلى أن هذه الأرقام تقديرية وأقل من الواقع الفعلي.
وقالت كاثرين ألبيرتي، المسؤولة التقنية في المنظمة لشؤون الكوليرا، خلال مؤتمر صحفي في مقر الأمم المتحدة بجنيف، إن الصراعات المسلحة تعد المحرك الرئيسي لانتشار الكوليرا في دول مثل السودان وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان واليمن.
وفي السودان، امتد التفشي بعد عام من ظهوره إلى جميع الولايات، حيث سجلت نحو 50 ألف إصابة وأكثر من ألف وفاة، بمعدل وفيات بلغ 2.2%، متجاوزاً العتبة العالمية البالغة 1% التي تُعد مؤشراً على فعالية العلاج.
ورغم استقرار أو انخفاض الحالات في بعض المناطق، مثل الخرطوم، فإن إقليم دارفور يشهد تصاعداً مقلقاً، مع زيادة عدد النازحين في محلية طويلة شمال دارفور من 200 ألف إلى 800 ألف، ما أدى إلى ضغط هائل على أنظمة المياه والصرف الصحي.
وفي محافظة ودّاي الحدودية بتشاد، تم الإبلاغ عن أكثر من 500 حالة و30 وفاة، شملت المخيمات والمجتمعات المضيفة، في حين يتلقى الأطفال والبالغون المصابون بالكوليرا العلاج في مراكز العزل السودانية وسط تحديات كبيرة للنظام الصحي.
ومنذ ديسمبر الماضي، ارتفع إنتاج لقاح الكوليرا الفموي إلى ستة ملايين جرعة شهرياً، وهو أعلى معدل منذ عام 2013، لكن الطلب العالمي تجاوز قدرة الإنتاج، حيث تلقت المجموعة التنسيقية الدولية لتوفير اللقاحات 38 طلباً من 12 دولة منذ يناير، مقابل 35 مليون جرعة تم توفيرها خلال عام 2024، ذهبت أكثر من 85% منها إلى دول تواجه أزمات إنسانية، وعلى رأسها السودان.
ولم يكن السودان وحده في دائرة القلق، إذ سجلت جمهورية الكونغو الديمقراطية أكثر من 44,521 حالة و1,238 وفاة، فيما بلغ عدد الحالات في جنوب السودان نحو 70,310 مع أكثر من 1,158 وفاة، وسجلت اليمن أكثر من 60,794 إصابة و164 وفاة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن تفشي الكوليرا يرتبط بالصراعات التي تجبر السكان على العيش في مخيمات مكتظة تفتقر لمرافق المياه والصرف الصحي، ما يزيد من خطر انتشار المرض ويعوق الاستجابة الإنسانية بسبب نقص التمويل والموارد البشرية وغياب البيانات الدقيقة.
ودعت المنظمة الحكومات والمجتمع الدولي إلى تعبئة عاجلة للتمويل، ودعم نشر اللقاحات والإمدادات الطبية، وتأمين وصول آمن لفرق الإغاثة، إلى جانب الاستثمار في الوقاية طويلة الأمد من خلال تحسين خدمات المياه والصرف الصحي وتعزيز أنظمة المراقبة الصحية.
السودان: معارك طاحنة في الخرطوم بحري وأم درمان وبابنوسة
