05 ديسمبر 2025

أعلنت وزارة العدل السودانية عن نيتها رفع دعوى ضد حديقة حيوان أمريكية لاسترداد وحيد القرن الأبيض الشمالي “إنجاليفو” المفقود منذ عام 1990، بسبب عدم تقديم معلومات حوله، ويأتي ذلك ضمن جهود حماية التراث الحيواني في السودان.

في تطور غير مسبوق، تشهد الأوساط القانونية والدولية تحركات سودانية جادة لاستعادة وحيد القرن الأبيض الشمالي “إنجاليفو”، الذي فقد أثره منذ إعارته لحديقة حيوان أمريكية قبل أكثر من ثلاثة عقود.

وتأتي هذه الخطوة في إطار حماية التراث الطبيعي السوداني، وسط تحذيرات من انقراض هذا النوع النادر تماماً.

وتعود جذور القضية إلى عام 1990، عندما غادر “إنجاليفو” حديقة الحيوان بالخرطوم متوجهاً إلى حديقة سان دييغو سفاري الأمريكية ضمن برنامج دولي للحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض.

وبعد محاولات فاشلة للتزاوج، نُقل الحيوان إلى حديقة دفور كرالوف، ومنذ ذلك الحين اختفت آثاره تماماً دون أي تقارير تصل إلى السلطات السودانية.

وبذلت قوات حماية الحياة البرية السودانية جهوداً مضنية للكشف عن مصير “إنجاليفو”، حيث شملت التحقيقات مراسلات رسمية مع حديقة سان دييغو عبر السفارة السودانية في واشنطن.

لكن الردود التي تلقتها الخرطوم اقتصرت على الإشارة إلى وجود آخر فردين من هذا النوع في محمية بكينيا، دون أي ذكر لمصير الحيوان السوداني الأصلي.

وأصدرت وزارة العدل السودانية في مايو الماضي قراراً تاريخياً بالموافقة على رفع دعوى قضائية ضد الحديقة الأمريكية.

وجاء هذا القرار بعد تشكيل لجنة متخصصة لدراسة الملف، حيث تقرر المطالبة إما باستعادة الحيوان أو الحصول على تعويض مناسب عن فقدانه.

ويعكف المحامي العام للسودان حالياً على إعداد مستندات الدعوى التي ستكون الأولى من نوعها في العالم.

وتمتد تبعات هذه القضية لتشكل سابقة قانونية مهمة، حيث تطرح تساؤلات حول التزام المؤسسات الدولية بشروط إعارة الكائنات النادرة، وحقوق الدول المالكة في مواردها الطبيعية.

كما تفتح الباب أمام إعادة النظر في آليات الرقابة على برامج الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض.

وبالتزامن مع الإجراءات القانونية، يواصل العلماء حول العالم جهودهم لإنقاذ وحيد القرن الأبيض الشمالي من الانقراض التام.

وتعتمد هذه الجهود على تقنيات متطورة تشمل التلقيح الصناعي وتحويل الخلايا الجذعية، في محاولة يائسة للحفاظ على المادة الوراثية لهذا الكائن الذي لم يتبق منه سوى أنثيين في العالم.

وأكد اللواء عصام الدين جابر حقار، مدير عام قوات حماية الحياة البرية، أن “إنجاليفو ليس مجرد حيوان، بل يمثل جزءاً لا يتجزأ من التراث الوطني السوداني”.

وأضاف أن السلطات السودانية لن تتهاون في استعادة حقوقها الطبيعية، مشيراً إلى أن هذه القضية تكتسب أهمية خاصة في ظل الجهود العالمية لحماية الأنواع المهددة بالانقراض.

واشنطن ترسل شحنة قمح عاجلة إلى بورتسودان

اقرأ المزيد