05 ديسمبر 2025

السلطات السودانية شرعت في ترتيبات عملية لفتح منافذ تجارية حدودية مع دولة جنوب السودان، ضمن خطة تهدف إلى تنشيط الحركة الاقتصادية بين البلدين، وتعزيز التعاون الإقليمي، ومكافحة عمليات التهريب عبر الحدود.

وعقد مدير الإدارة العامة للمعابر والمنافذ الحيوية بمجلس السيادة، ياسر محمد عثمان، اجتماعاً تنسيقياً السبت مع والي ولاية النيل الأبيض، قمر الدين محمد فضل الله، لبحث الترتيبات الفنية والإدارية الخاصة بفتح هذه المنافذ، بحسب ما أفادت به مصادر رسمية.

وأكد والي النيل الأبيض، في تصريح صحفي عقب الاجتماع، أن اللقاء ناقش إقامة منافذ حدودية تجارية جديدة داخل الولاية، بهدف استئناف التبادل التجاري مع دولة جنوب السودان، مشيراً إلى أن هذا التوجه يستند إلى رؤية استراتيجية تقوم على تعظيم المصالح المشتركة، وتبادل المنافع الاقتصادية، إضافة إلى كبح الأنشطة غير القانونية والتهريب عبر الحدود.

وأعلن فضل الله عن جاهزية حكومة الولاية لتقديم جميع التسهيلات المطلوبة لبدء تشغيل هذه المنافذ، مؤكداً أن الحكومة تعمل حالياً على إنشاء منفذ تجاري في منطقة جودة بمحلية الجبلين، ومن المقرر أن يقوم وفد من إدارة المعابر والمنافذ الحيوية بزيارة ميدانية إلى المنطقة، يوم الأحد، للوقوف على الوضع على الأرض، ودراسة الإمكانات المتاحة لتشييد المنفذ.

ومن جانبه، أوضح عثمان أن الزيارة إلى ولاية النيل الأبيض تأتي في إطار جهود الدولة الرامية إلى تعزيز التعاون الإقليمي وتفعيل الحركة التجارية بين السودان ودولة جنوب السودان، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد دعماً إضافياً لدور المنافذ الحدودية في الولاية.

وأشار إلى أن خطة الدولة تتضمن تطوير المعابر الحدودية باعتبارها أحد الركائز الأساسية لتحريك عجلة الاقتصاد الوطني، وتنويع قنوات التبادل التجاري، خاصة مع الدول المجاورة.

ويُذكر أن العلاقات بين الخرطوم وجوبا شهدت تحسناً ملحوظاً عقب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في عام 2019، إذ توصّل الجانبان إلى تفاهمات متقدمة بشأن ترسيم الحدود، وفتح المعابر أمام حركة البضائع والمواطنين.

وفي هذا السياق، نجحت الحكومة المدنية، قبل انقلاب 25 أكتوبر 2021، في استئناف الرحلات النهرية بعد توقف دام 11 عاماً، كما أحرزت تقدماً في ترتيبات إعادة تشغيل معبر جودة التجاري، إلا أن هذه الخطوات توقفت بعد الانقلاب، بينما بقي المعبر مفتوحاً أمام عبور الأفراد دون تفعيل الحركة التجارية بشكل كامل.

وتسعى السلطات السودانية حالياً إلى إعادة إحياء هذه المبادرات الاقتصادية، في إطار محاولات أوسع لتحسين الأوضاع المعيشية في البلاد، وفتح آفاق جديدة للتعاون مع الجوار الإقليمي.

الجيش السوداني يتصدى لهجوم واسع على بابنوسة ويكثف ضرباته في كردفان

اقرأ المزيد