أفادت شبكة أطباء السودان بمقتل 18 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين نتيجة قصف مدفعي لقوات الدعم السريع على الفاشر بشمال دارفور. ووصفت الشبكة هذا العمل بأنه إرهابي، محذرةً من تفاقم الأوضاع الإنسانية.
في تصعيد جديد للعنف بغرب السودان، كشفت شبكة أطباء السودان عن مقتل 18 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين جراء قصف مدفعي استهدف أحياء سكنية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وأوضحت الشبكة في بيان صدر اليوم الثلاثاء أن القصف تم تنفيذه من قبل قوات الدعم السريع، مما أسفر عن خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين.
وصفت الشبكة هذا الهجوم بأنه “عمل إجرامي بشع” يعكس ما وصفته بالطبيعة الإرهابية لقوات الدعم السريع، مشيرة إلى أن استهداف المدنيين أصبح سياسة ممنهجة في تحدٍ صارخ للقوانين الدولية والإنسانية.
وأكد البيان أن هذه الحادثة تمثل حلقة جديدة في سلسلة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في دارفور منذ أكثر من عام.
وحملت الشبكة المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي “كامل المسؤولية عن صمتهم المخزي” وعجزهم عن حماية أكثر من نصف مليون مواطن محاصر داخل الفاشر، يعانون من القصف المتواصل والجوع والموت البطيء بسبب انقطاع المساعدات الإنسانية.
ويأتي هذا التصعيد في إطار الحرب الدائرة منذ أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، حيث تشهد دارفور بعضاً من أشد المعارك ضراوة، ورغم الوساطات العربية والإفريقية والدولية المتعددة، لم تنجح أي من الجهود في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار.
وجاء هذا الهجوم بعد أيام فقط من تحذير أمريكي-دولي مشترك دعت فيه الولايات المتحدة وشركاؤها من الأمم المتحدة والشرق الأوسط الأطراف المتحاربة إلى الحفاظ على طرق إمداد المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.
وتشير التقارير إلى أن الوضع الإنساني في دارفور يتدهور بشكل كارثي مع استمرار العنف وقطع طرق الإمداد.
هذه التطورات تؤكد استمرار المعاناة الإنسانية في السودان وتسلط الضوء على التداعيات الخطيرة للصراع المستمر، الذي تحول إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.
تفاقم أزمة النازحين السودانيين في الكفرة يهدد بتجاوز قدرات المدينة
