تصاعدت حدة العنف في السودان أمس الأحد، حيث لقي أكثر من 150 شخصاً مصرعهم بينهم مدنيون، في اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
واندلعت الاشتباكات أساساً في منطقة الفاو بشرق السودان، وامتدت إلى مناطق مختلفة في دارفور غرب البلاد وولاية الجزيرة جنوب العاصمة الخرطوم.
وفي الاشتباكات التي دامت لساعة تقريباً في منطقة الفاو، فقد أودت بحياة أكثر من 200 عنصر من الجيش السوداني والميليشيات المتحالفة معه، بعد أن وقعوا في كمين نصبته لهم قوات الدعم السريع أثناء تقدمهم نحو ولاية الجزيرة التي تحت سيطرة تلك القوات.
وبعد الاشتباكات، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على العديد من الأصول العسكرية، حيث استولت على أكثر من 70 مركبة عسكرية تابعة للجيش، وغنمت خمس دبابات، إضافة إلى أسر العديد من الجنود.
وكانت التوترات قد تصاعدت في الأيام السابقة قبيل الاشتباكات، حيث كانت منصات الإعلام المتحالفة مع الجيش تنقل تقارير عن تحركات عسكرية واستعدادات لاستعادة ولاية الجزيرة. ومع ذلك، نفت بعض المصادر صحة هذه التقارير، مشيرة إلى أن ما حدث كان تحركات استراتيجية استعداداً للمعركة الوشيكة.
وفي العاصمة الخرطوم، شهدت المناطق القتالية هدوءاً نسبياً، على الرغم من تضارب التقارير، حيث نشرت بعض وسائل الإعلام المتحالفة مع الجيش صوراً تظهر اعتقال العديد من الأجانب الذين كانوا يهربون من مصفاة الجيلي شمال العاصمة، في حين نفت مصادر من قوات الدعم السريع صحة هذه الأنباء، مؤكدة أن المعتقلين هم عمال إثيوبيون عاديون.
وفي دارفور، تحدثت تقارير عن هجوم شنته قوات الدعم السريع وميليشيات متحالفة معها على قرى غرب مدينة الفاشر، مما أدى إلى مقتل أكثر من 50 شخصاً وإصابة العديد.
كما تم تسجيل إحراق لعدد من القرى ونهب ممتلكات المواطنين. وعلى الرغم من ذلك، وصف مصدر مطلع الهجوم بأنه غامض، مشيراً إلى أنه قد يكون نتيجة لخلافات داخلية بين المجموعات المسلحة.
وذكرت نقابة أطباء السودان في بيان لها أن قرى مختلفة تعرضت لهجمات أسفرت عن مقتل العديد من المواطنين وإصابة العشرات بجروح خطيرة في ولاية الجزيرة.
ووفقا للبيان فقد هاجمت قوات الدعم السريع قرى ومناطق في ولاية الجزيرة بأسلحة ثقيلة وخفيفة، مطلقة النار بشكل عشوائي وكثيف على السكان العزل، مما أدى إلى سقوط 28 قتيلا و240 جريحا.
لاجئون سودانيون في تشاد يرفضون مساعدات الإمارات