المعارك العنيفة تواصلت بين الجيش السوداني وحلفائه من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة، على محوري شمال كردفان ودارفور، وسط تصعيد ميداني دامٍ يهدد بانفجار الوضع الإنساني في الفاشر، آخر عواصم دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش.
وقالت مصادر عسكرية إن القوات المشتركة والجيش واصلوا تقدمهم في منطقتي أم صميمة وأبو قعود بشمال كردفان، بدعم من الطيران الحربي، مشيرين إلى أن هجوماً مباغتاً شنته الدعم السريع في أبو قعود تم التصدي له بعملية التفاف تكتيكي كبدتها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، كما استهدفت الغارات الجوية تعزيزات كانت قادمة من شمال بارا وكازقيل، ما أجبرها على التراجع نحو الخوي والنهود.
وفي المقابل، أعلنت الدعم السريع على منصاتها أنها ألحقت بالجيش خسائر بشرية كبيرة قرب أبو قعود، واستولت على كميات من الأسلحة والمركبات القتالية.
وفي الفاشر، أفادت مصادر ميدانية بتجدد الاشتباكات العنيفة والقصف المكثف، أعقبه هدوء قصير، قبل أن تندلع المعارك مجدداً بالتزامن مع هطول أمطار غزيرة. وأوضحت أن مدفعية الفرقة السادسة بالمدينة لعبت دوراً حاسماً في صد الهجمات ومنع تسلل الدعم السريع إلى عمق المدينة.
وأكدت القوات المشتركة في بيان عسكري أنها، بالتعاون مع الجيش والمقاومة الشعبية، حققت “انتصاراً جديداً” في الفاشر، مشيرة إلى تكبيد الدعم السريع خسائر فادحة والسيطرة على مواقع استراتيجية.
كما نفت لجان مقاومة الفاشر ما تردد عن سيطرة الدعم السريع على مطار المدينة، مؤكدة بقاءه تحت سيطرة الجيش.
ويمثل مطار الفاشر موقعاً استراتيجياً يربط المدينة ببقية ولايات البلاد ويعد مركزاً رئيسياً للإمداد، وتأتي هجمات الدعم السريع المتكررة على المدينة في محاولة لاختراق خطوط الجيش والوصول إلى مقر الفرقة السادسة، بعد سيطرتها خلال الأشهر الماضية على عواصم ولايات دارفور الأربع الأخرى.
على الصعيد الإنساني، تتفاقم معاناة سكان الفاشر جراء الحصار المستمر منذ أكثر من 15 شهراً، حيث ينهش الجوع والمرض المدينة، فيما يواصل وباء الكوليرا انتشاره في دارفور.
ووفقاً لآخر إحصاءات منسقية النازحين، بلغ عدد الإصابات التراكمية 7538 حالة، بينما ارتفعت الوفيات إلى 322 ، وسط مناشدات عاجلة لمنظمة الصحة العالمية للتدخل.
وفي جنوب كردفان، شهدت كادوقلي انفراجاً نسبياً في أزمة الغذاء بعد وصول مواد تموينية إلى الأسواق لأول مرة منذ خمسة أشهر من الحصار الذي تفرضه الدعم السريع وحليفتها “الحركة الشعبية – شمال”.
ورغم انخفاض أسعار بعض السلع، لا تزال الكثير من الأسر غير قادرة على شراء حاجياتها بسبب فقدان مصادر دخلها.
البرهان يعلن إخلاء الخرطوم من التشكيلات العسكرية ويؤكد عزم الجيش فك حصار دارفور وكردفان
