منظمة “أنقذوا الطفولة”، أعلنت أن فرقها تمكنت من انتشال 150 شخصا من تحت أنقاض قرية ترسين الجبلية النائية في إقليم دارفور، بينهم 40 طفلا، بعد الانهيارات الأرضية المدمرة التي ضربت المنطقة مؤخرا.
وأوضح نائب مدير البرامج والعمليات في المنظمة، فرانشيسكو لانينو، أن حجم الدمار كان هائلا، إذ طمرت القرية بالكامل تحت الطين والصخور، ما أسفر عن مقتل وفقدان مئات الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال، مرجحا أن يتجاوز عدد الضحايا الألف.
وأكد أن عمليات الإنقاذ واجهت صعوبات شديدة بسبب وعورة التضاريس وانعدام الطرق، واضطرار الفرق للعمل بأدوات يدوية وسط ظروف مناخية قاسية.
وأفاد لانينو بأن الناجين الذين تم إنقاذهم كانوا في حالة صحية ونفسية متدهورة، ونقلوا إلى مراكز إيواء مؤقتة لتلقي الرعاية الطبية والدعم النفسي. وأشار إلى أن المنظمة تعمل بالتنسيق مع شركاء محليين ودوليين لتأمين الغذاء والمياه والمستلزمات الأساسية، في ظل غياب شبه كامل للمساعدات الحكومية.
ولفت لانينو إلى أن ما يحدث في ترسين يعكس أزمة إنسانية ممتدة في مناطق النزاع بالسودان، حيث تتداخل الأزمات البيئية مع النزاعات المسلحة وانهيار الخدمات الأساسية.
وأشار الى أن الأطفال في دارفور يواجهون مخاطر متعددة تشمل نقص الغذاء، وغياب الرعاية الصحية، وتدهور البنية التحتية، إضافة إلى التأثيرات المتسارعة للتغير المناخي.
ودعا لانينو إلى تنسيق الجهود بين المنظمات الإنسانية والسلطات المحلية لضمان وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر تضررا، مؤكدا التزام “أنقذوا الطفولة” بمواصلة عملها لحماية الأطفال ودعمهم، رغم التحديات الميدانية الهائلة التي تواجهها في الإقليم.
وحذر المسؤول في المنظمة من أن ترسين مهددة بانهيارات أرضية جديدة نتيجة فقدان التربة لاستقرارها بفعل الأمطار والانجرافات المتكررة.
وقرية ترسين (المعروفة أيضا باسم “تارسين” أو “Tarsin”) ، تقع في منطقة جبل مرة ضمن وسط دارفور غرب السودان، وتتميز بموقعها الجبلي البركاني الوعر، وتشكل جزءا من المناطق الزراعية الشهيرة، خصوصا بزراعة الحمضيات.
قمة استثنائية لـ”إيغاد” تبحث أوضاع السودان وخلافات إثيوبيا والصومال
