ولاية الخرطوم السودانية تدخل مرحلة جديدة من التعافي الصناعي والاقتصادي، مع استئناف عدد من المصانع والمشاريع الاستثمارية نشاطها بعد فترة توقف طويلة فرضتها الحرب والتحديات الاقتصادية.
وساهمت وزارة الصناعة والتجارة في تسهيل إجراءات المستثمرين، ضمن خطط الحكومة السودانية لإعادة تنشيط عجلة الاقتصاد المحلي، ففي أحد مصانع الحديد والصلب بالخرطوم، عادت الآلات إلى الدوران بعد عامين من التوقف والنهب والتخريب، حيث قرر المالكون إعادة تشغيله رغم ضعف الإمكانات.
وقال محمد عبد الرحمن، مدير قسم الميكانيك والتشغيل، إن عدداً من المصانع التابعة لشركة الأسعد القابضة للإنتاج استأنفت العمل بكامل طاقتها، مع تدفق منتجاتها في الأسواق.
وأكد أن نحو 60 مصنعاً عاد بالفعل إلى الإنتاج، فيما تأمل الوزارة أن تكون هذه العودة حافزاً لمزيد من المستثمرين لإحياء بقية المصانع.
وأشار أمين حسن، المدير العام لوزارة الصناعة والتجارة بولاية الخرطوم، إلى أن المصانع العائدة موزعة على المناطق الصناعية السبع في أم درمان وبحري والخرطوم، بينما بدأت مصانع أخرى إجراءات استعادة نشاطها تدريجياً.
وتتركز أكثر من 80% من مصانع السودان في الخرطوم ، حيث تعرض معظمها للتخريب والدمار، ولم يعد للعمل سوى 20% منها، بينما تنتظر البقية عودة الخدمات الأساسية لبدء الإنتاج.
ومن جانبه، أوضح أشرف بابكر، مسؤول المشروعات بمفوضية الاستثمار، أن المفوضية شرعت في تنظيم عودة المستثمرين ومشاريعهم، مبيناً أن أكثر من 250 مستثمراً تقدموا لاستئناف نشاطهم، فيما دخل نحو 60 مشروعاً دائرة الإنتاج فعلياً.
تمثل هذه العودة الصناعية شرياناً حيوياً للاقتصاد السوداني، وتفتح الباب أمام دعم الإنتاج وزيادة الصادرات بعد سنوات من الركود والشلل بسبب الحرب، وبينما استعادت بعض المصانع خطوط إنتاجها، ما تزال أخرى تصارع صعوبات متعددة، ليبقى مستقبل الصناعة مرتبطاً بمدى نجاح الجهود الرسمية والخاصة في تحويل هذه العودة الجزئية إلى مسار تعافٍ شامل.
الجيش السوداني يحقق مكاسب ميدانية
