في تحول مفاجئ ومقلق للأوضاع في السودان، كشفت وزارة المعادن السودانية عن فقدان مقدار 884 طنا من النحاس الخام، في حادثة شهدتها مصفاة السودان للذهب.
وجاء هذا الإعلان خلال جولة تفقدية قام بها وزير المعادن، محمد بشير أبو نمو، للوقوف على الأضرار التي لحقت بالمرافق الحيوية إثر الصراعات الأخيرة في المنطقة.
وأثار هذا الفقدان الكبير للنحاس الذي يعد من الموارد الاستراتيجية للبلاد، موجة من القلق والتساؤلات حول إمكانية تورط عناصر داخلية أو خارجية في سرقة أو تهريب هذه الكميات الكبيرة.
وشملت الجولة التفقدية التي رافق فيها الوزير عدد من كبار المسؤولين، زيارة لعدة مواقع استراتيجية بما في ذلك الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية وشركة سودامين، وقام الوزير بتقديم التهاني للقوات المسلحة والقوات المشتركة لجهودهم في تحرير العاصمة، معربا عن تفاؤله بأن تحقيق النصر سيساهم في استعادة هيبة الدولة وأمنها الاقتصادي.
كما تسلم الوزير ملفا تفصيليا يشمل جميع البيانات والمعلومات الخاصة بالمعدن المفقود، وتم إحالة هذا الملف إلى الأجهزة الأمنية لمزيد من التحقيق والمتابعة. تطالب الأوساط الشعبية والخبراء الحكومة بتوفير تفاصيل شفافة حول هذه الواقعة، وتحديد المسؤولين عنها بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث، التي تهدد الأمن الاقتصادي للبلاد.
ويمتلك السودان احتياطيات كبيرة من النحاس، خاصة في منجم القطب الواقع في شرق البلاد، حيث تُقدَّر هذه الاحتياطيات بحوالي 5 ملايين طن، مما يجعله من أكبر المناجم عالميا.
وعلى الرغم من هذه الثروة المعدنية، فإن إنتاج السودان الفعلي من النحاس محدود للغاية، وحسب البيانات المتاحة، لم يسجل السودان إنتاجا يُذكر من النحاس في السنوات الأخيرة.