شهود عيان فادوا أن عناصر من قوات الدعم السريع السودانية شرعت مؤخراً في نقل كميات من خام النفط من حقل “سفيان” الواقع شرق مدينة الضعين، حاضرة ولاية شرق دارفور، عبر ناقلات وقود (تانكرات)، نحو الحدود مع تشاد.
وتطابقت روايات الشهود مع إفادات مصدر عسكري أكد للموقع ذاته أن خام البترول الذي تم استخراجه من حقل “سفيان” يتم تهريبه إلى دولة تشاد عبر معبر “أديكوينق” في ولاية غرب دارفور، مشيراً إلى أن عملية النقل هذه أثارت خلافات حادة بين القوة المتمركزة في الحقل وعناصر الدعم السريع المكلفة بالنقل.
وبحسب المصدر، أوفدت القيادة العليا لقوات الدعم السريع لجنة إلى المنطقة برئاسة الفاتح قرشي، الناطق الرسمي باسم القوات، وذلك في محاولة لاحتواء الأزمة وتنسيق المواقف داخل صفوفها.
وأشار المصدر إلى أن قرشي أبلغ القوات الموجودة في المنطقة بقرار القيادة العليا تعيين “عامر دشون” قائداً مكلّفاً بالإشراف على حقول البترول في ولاية شرق دارفور، مؤكداً على الأهمية الاستراتيجية لهذه الحقول بالنسبة لقوات الدعم السريع.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت اللجنة أُرسلت لتقنين عمليات نقل النفط أو لوقفها، ما يفتح باب التكهنات حول نوايا القيادة فيما يتعلق بإدارة الموارد النفطية في المناطق التي تسيطر عليها.
وتسيطر قوات الدعم السريع حالياً على كامل ولاية شرق دارفور، التي تضم نحو 23 بئراً نفطية موزعة على عدة حقول رئيسية، من بينها “سفيان”، و”شارف”، و”الطرافية”، بالإضافة إلى حقل “زرقة أم حديدة” المشترك مع ولاية غرب كردفان، والتي تقع ضمن ما يُعرف بمربع الامتياز رقم (6).
وبحسب بيانات وزارة الطاقة السودانية قبل اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، كانت آبار النفط في مربع (6) تضخ ما لا يقل عن 3000 برميل يومياً، إلا أن العمليات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تسببت في تدمير واسع ونهب للعديد من المنشآت النفطية في المنطقة.
وكانت قوات الدعم السريع قد اتهمت في مايو 2024 استخبارات الجيش السوداني بإحراق حقل “زرقة أم حديدة”، بالتزامن مع تفجير مصفاة “الجيلي” في العاصمة الخرطوم، في المقابل، وجّه الجيش اتهامات مباشرة إلى الدعم السريع بنهب وتخريب منشآت النفط، بما في ذلك منشآت حيوية داخل مربع (6).
وتأتي هذه التطورات في ظل صراع طويل الأمد على الموارد، خاصة النفط، بين أطراف النزاع في السودان، وسط غياب أي رقابة مؤسسية أو إشراف حكومي رسمي على النشاطات الجارية في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة.
السودان يعيد طرح مشروع تحويل مجرى النيل وسط جدل متجدد
