15 ديسمبر 2025

الجيش السوداني سيطر على الخرطوم بينما توسع الدعم السريع في دارفور وكردفان وسيطر على حقل هجليج النفط، ويتوقع الخبراء تحول الصراع عام 2026 إلى “حرب موارد” و”تقسيم واقعي” طويل الأمد، وسط اتهامات بتدخلات إقليمية واستمرار الكارثة الإنسانية.

يختتم السودان عام 2025 بتغيرات درامية في المشهد العسكري حيث انتقلت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من مرحلة الكر والفر إلى ما يشبه “التقسيم الواقعي” للبلاد، وسط تصاعد استخدام الطائرات المسيرة وتحذيرات من انزلاق الصراع إلى حرب موارد طويلة الأمد.

شهد منتصف العام نقطة تحول رئيسية مع إعلان الجيش السوداني سيطرته الكاملة على ولاية الخرطوم في مايو بعد أكثر من عامين من سيطرة قوات الدعم السريع على العاصمة، مما دفع بالقوات المنسحبة للتمركز في ولايات دارفور وكردفان.

لكن هذه المكاسب لم تكن دون ثمن، فالعاصمة الإدارية المؤقتة للجيش في بورتسودان تعرضت لسلسلة هجمات بطائرات مسيرة وضعتها في دائرة التهديد الأمني المباشر.

وفي الوقت نفسه، وسّعت قوات الدعم السريع نفوذها بشكل كبير في غرب البلاد، حيث أكملت سيطرتها على إقليم دارفور بولاياته الخمس ثم تمددت في إقليم كردفان، مستولية على مدينة بابنوسة بعد حصار دام عامين وحاصرة حالياً مدينتي الأبيض وكادقلي، فيما سقط حقل هجليج النفطي الحيوي في أيديها هذا الشهر.

يرى الخبراء العسكريون أن المشهد الحالي يشير إلى حالة من “التجميد العسكري الهش” حيث استنزفت الحرب قدرات الطرفين على تحقيق نصر حاسم.

ويتوقع العميد المتقاعد صبري أحمد حسن تحول الصراع في عام 2026 إلى “حرب موارد” تركز على السيطرة على البنى التحتية الاقتصادية الحيوية مثل محطات الطاقة ومصنع سكر كنانة والحقول النفطية في وسط البلاد.

من جانبه، يذهب الخبير الاستراتيجي الدكتور محمد إدريس إلى توقعات أكثر قتامة، معتقداً أن الأطراف قد تكون مضطرة لقبول “تقسيم واقعي” طويل الأمد للبلاد، ربما عبر صيغة فدرالية موسعة تمنح الأقاليم حكماً ذاتياً واسعاً.

ويشير إلى أن اتفاقاً سرياً بين قيادات الأطراف حول حماية حقول النفط في هجليج قد يكون مؤشراً على بداية مرحلة “المساومة الاضطرارية”.

تحدث هذه التطورات في ظل اتهامات متبادلة بالتدخل الإقليمي، حيث يتهم الجيش السوداني الإمارات بدعم قوات الدعم السريع، بينما تتهم هذه القوات مصر بدعم الجيش.

وتشير تقارير دولية إلى تورط ما لا يقل عن عشر دول في تسليح أطراف النزاع، مما يعقد آفاق أي حل سياسي.

ويحذر المراقبون من أن عام 2026 قد لا يشهد نهاية الحرب بل تحولاً في طبيعتها من معارك الاستيلاء على المدن إلى صراع طويل الأمد لتأمين النفوذ السياسي والجغرافي والسيطرة على الموارد، في مشهد يهدد بتقسيم دائم للبلاد وتعميق الكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوداني منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023.

وصول أولى قوافل المساعدات الإنسانية إلى جنوب الخرطوم

اقرأ المزيد