05 ديسمبر 2025

واجهت الفاشر في دارفور، السودان، تصعيدًا مروعًا مع هجوم بطائرات مسيّرة أسفر عن مقتل 77 مدنياً، وتتهم الحكومة السودانية “قوات الدعم السريع” بتلك الجرائم، بينما ترفض الأخيرة هذه الادعاءات، ويتدهور الوضع الإنساني وسط عدم استقرار متزايد وتحديات كبيرة تواجه المدنيين.

اتهمت الحكومة السودانية، الأحد، قوات الدعم السريع بالتورط في جرائم بحق المدنيين في الفاشر، كبرى مدن دارفور، وذلك بعد ساعات من هجوم بالطائرات المسيرة استهدف مخيماً للنازحين وأودى بحياة أكثر من 60 مدنياً.

من جانبها، نفت قوات الدعم السريع أي صلة لها بهذه الهجمات، فيما توالت الإدانات الدولية لاستهداف المدنيين في مناطق النزاع بالسودان.

وشهد اليوم ذاته مقتل أكثر من 20 شخصاً وإصابة العشرات بجراح في بلدة الكومة إثر قصف جوي نفذه الطيران الحربي للجيش، مما رفع حصيلة الضحايا في المجازر المتزامنة بمدينتي الفاشر والكومة إلى 77 مدنياً على الأقل، بالإضافة إلى عشرات الجرحى من الأطفال والنساء.

ورداً على هذه الاتهامات، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بشن غارات بالطائرات المسيرة على منطقة الكومة التي تسيطر عليها، مؤكدة أن الغارات أسفرت عن مقتل أكثر من 20 شخصاً معظمهم من المدنيين.

وصرح مجلس السيادة السوداني، أعلى سلطة سيادية في البلاد، بأن هذه الجرائم تحتم على المجتمع الدولي مساعدة السودان في اجتثاث ما وصفها بـ”الميليشيا الإرهابية” ومحاسبة قادتها.

وأضاف في بيانه أن “الهجوم الدامي على الفاشر لن يزيد الشعب السوداني إلا إصراراً على القضاء على هذه الميليشيا التي تزعزع الأمن في المنطقة والإقليم”.

بدورها، طالبت الحكومة السودانية مجلس الأمن بالضغط على قوات الدعم السريع لتنفيذ القرار رقم 2736 الذي يقضي برفع الحصار عن الفاشر فوراً والامتناع عن مهاجمتها.

من ناحيتها، نفت قوات الدعم السريع بشكل قاطع ما وصفته بـ”الادعاءات الكاذبة” حول سقوط مدنيين نتيجة قصف جوي أو مدفعي استهدف ملجأ للنازحين في الفاشر، وأكد المتحدث باسم القوات التزامها بقواعد الاشتباك التي تحترم حقوق الإنسان وتراعي سلامة المدنيين.

في الوقت نفسه، أدان تحالف السودان التأسيسي، المرجعية السياسية للحكومة الموازية الموالية لقوات الدعم السريع، الهجوم الذي شنّه الجيش على المدنيين في الكومة، معتبراً إياه جزءاً من سلسلة جرائم ممنهجة ترقى إلى جرائم حرب وإبادة جماعية.

وأعلنت وزارة الصحة السودانية عن سقوط 58 قتيلاً في الهجوم على ملجأ النازحين، بينهم 17 طفلاً و22 امرأة وعدد من الكوادر الطبية، محذرة من استمرار استهداف المرافق الصحية في محاولة لتعطيل الخدمات الطبية.

وفي ردود الفعل الدولية، ندد مستشار الرئيس الأمريكي بهجمات الدعم السريع على الفاشر، مؤكداً أن “لا مبرر لاستهداف أماكن العبادة والمستشفيات والمدنيين”، داعياً الأطراف المتحاربة إلى إدراك أنه لا حل عسكرياً للصراع.

وتواصل المواجهات العسكرية بين الطرفين، حيث أعلنت الفرقة السادسة مشاة في الجيش عن صد هجمات منسقة شنها الدعم السريع، بينما تواصل القوات الأخيرة تقدمها في عدة محاور بالمدينة مع تكثيف القصف المدفعي واستخدام الطائرات المسيرة، مما يهدد حياة آلاف المدنيين في الفاشر، آخر عواصم دارفور التي لاتزال تحت سيطرة الجيش.

السودان يتمسك بالتحقيق الوطني ويرفض دخول لجنة تقصي دولية بشأن أحداث الفاشر

اقرأ المزيد