05 ديسمبر 2025

سكان مدينة الفاشر في غرب السودان يواجهون أوضاعاً إنسانية كارثية، دفعت كثيرين إلى تناول جلود الأبقار القديمة للبقاء على قيد الحياة، وسط حصار خانق وانعدام شبه تام للغذاء والمساعدات الإنسانية.

ونشرت “لجنة المقاومة المحلية” في الفاشر مقطع فيديو يُظهر قطعاً من الجلود يتم شويها على نار خفيفة، مؤكدة أن السكان اضطروا إلى أكل أعلاف الحيوانات أولاً، ثم لجأوا إلى الجلود بعد نفاد الأعلاف.

وقال صالح عبد الله (47 عاماً) بعد مرور ثلاثة أيام دون طعام: “شوينا جلد البقر، وحتى هذا كان من الصعب الحصول على الحطب لشويه”.

كما أوضح الشاب صلاح آدم (28 عاماً) أنه يعتمد على “التكية” التي توقفت عن العمل منذ ستة أيام، مشيراً إلى أنه لم يتناول أي طعام منذ الأربعاء.

وبحسب لجان المقاومة المحلية، فإن الحصار المفروض منذ أكثر من عام من قبل قوات الدعم السريع أدى إلى نفاد المواد الغذائية وإغلاق مراكز الإيواء المجتمعية التي كانت تؤمن الوجبات للسكان، وحتى أعلاف الحيوانات التي تحولت إلى غذاء للبشر أصبحت نادرة.

وتُعد الفاشر آخر المدن الكبرى في إقليم دارفور الخارجة عن سيطرة قوات الدعم السريع، التي كثفت هجماتها منذ أغسطس، وأقامت سواتر بطول 68 كيلومتراً حول المدينة، تاركة ممراً ضيقاً يتعرض فيه المدنيون للابتزاز للعبور، وفقاً لتحليل صور أقمار اصطناعية أجراه مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل الأمريكية.

وتراجع عدد سكان الفاشر إلى نحو 413 ألف نسمة من أكثر من مليون، وفق المنظمة الدولية للهجرة، بينما تستمر الحرب الدامية بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، والتي خلفت عشرات الآلاف من القتلى وتسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة، مع نزوح أكثر من 13 مليون شخص.

اتهامات لشقيقين سودانيين بإشرافهما على هجمات إلكترونية خلال عملية “طوفان الأقصى”

اقرأ المزيد