05 ديسمبر 2025

تتواصل المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الثلاثاء، في نطاق واسع من إقليم شمال كردفان، حيث أظهرت مقاطع فيديو جديدة اشتباكات تدور بين الطرفين في أكثر من محور.

وفي خضم هذه المواجهات، أعلنت قوات درع السودان إصابة قائدها أبو عاقلة كيكل بجروح طفيفة بعد تعرضه لمحاولة اغتيال في المعارك الجارية حالياً بالإقليم.

ويعد كيكل أحد القادة المنشقين عن قوات الدعم السريع، وقد التحق بالقتال إلى جانب الجيش السوداني منذ أكتوبر  2024.

وفي السياق ذاته، أفادت وزارة الخارجية البريطانية، الثلاثاء، بأنها تعتزم فرض عقوبات محتملة تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في السودان.

وتستمر الاشتباكات البرية الضارية بين الجيش والدعم السريع لليوم الثالث على التوالي في عدة محاور بغرب وشمال كردفان، وقد خلفت عشرات القتلى والجرحى من الجانبين، وفق مصادر محلية ومقاطع مصورة نشرها أفراد من القوتين على منصات التواصل الاجتماعي.

وتعرض قائد درع السودان المتحالفة مع الجيش السوداني لاستهداف بطائرة مسيرة تابعة للدعم السريع أثناء اشتباكات في محيط بلدة أم سيالة، الاثنين، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من أفراد حرسه الشخصي وقائد ميداني برتبة مقدم.

وبحسب مصادر مقربة من درع السودان، فإن إصابة كيكل ليست خطيرة، وقد تلقى الإسعافات اللازمة ويواصل قيادة قواته في الميدان.

وفي وقت لم يصدر فيه الجيش تعليقاً رسمياً، قالت قوات درع السودان إنها نفذت مهمة قتالية ناجحة في منطقة أم سيالة بشمال كردفان.

وذكرت في بيان، الثلاثاء، أن قواتها “استبسلت” في تنفيذ المهمة و”كبدت العدو خسائر فادحة” في الأرواح والعتاد، مشيرة إلى أنها صدت ثلاث موجات متتالية من الهجمات البرية المدعومة بالطيران المسيّر والمدفعية الثقيلة، وأقرت القوات بسقوط قتلى وجرحى في صفوفها خلال العملية.

وفي المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع أنها صدت هجوماً مباغتاً شنته درع السودان الاثنين على بلدة أم سيالة، مؤكدة أنها قتلت وأسرت أعداداً كبيرة من مقاتلي “كتائب البراء بن مالك” و”درع السودان”، وطاردت الفارين حتى حدود ولاية النيل الأبيض.

ومع مطلع الأسبوع، أطلق الجيش السوداني عملية برية واسعة لاستعادة مناطق بارا وكازقيل وأم سيالة الخاضعة حالياً لسيطرة الدعم السريع.

ويُعد هذا الهجوم من أكبر العمليات العسكرية التي جهّز لها الجيش والقوات المتحالفة معه منذ سقوط مدينة الفاشر.

وفي الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، شنّ الجيش غارات جوية مكثفة عبر الطائرات المسيّرة على مواقع متقدمة للدعم السريع في بلدة المزروب شمال كردفان، بينما تحاول قواته التقدم على الأرض لفرض واقع جديد في الميدان.

وأفادت مصادر محلية لمصادر صحفية بأن الجيش يوسع نطاق هجومه المضاد حول أم سيالة وبارا ومناطق أخرى في الإقليم، في وقت تواصل فيه الدعم السريع التمسك بمواقعها.

ومن جانبه، أكد حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي، أن “القوة المشتركة” التابعة له حققت انتصاراً في جبل أبوسنون ومناطق أخرى شمال كردفان.

وقال في تغريدة عبر منصة “إكس” إن “الشباب يثأرون لما فعلته قوات الدعم السريع في الفاشر… وأن الطريق سالك”، مشيراً إلى إشرافه المباشر على القوة المشتركة التي تضم فصائل مسلحة موالية للجيش السوداني.

وفي المقابل، قالت قوات الدعم السريع إنها ألحقت “هزيمة كاسحة” بالجيش والقوات المساندة له في أم سيالة، مؤكدة في بيان على منصة “تلغرام” أنها نصبت كميناً أدى إلى مقتل وإصابة المئات من الجنود والعناصر المسلحة، إضافة إلى الاستيلاء على عشرات المركبات القتالية وكميات كبيرة من المدافع والذخائر.

ووفق مصادر من الدعم السريع، فإن قواتها تسيطر على الجبهات التي يمكن أن يتسلل منها الجيش إلى المدن والبلدات في شمال وغرب كردفان.

وتشهد جبهة كردفان تطورات ميدانية سريعة، إذ يشن الجيش والقوات المساندة له هجمات مضادة لاستعادة المدن التي سيطرت عليها الدعم السريع، فيما تعمل الأخيرة على إحكام قبضتها على الطرق الرئيسية التي تربط مدينة الأبيض بأم درمان.

ويخوض الطرفان معارك “تكتيكية” تعتمد على “الكر والفر” منذ ثلاثة أيام، بالتوازي مع بث مكثف لمقاطع مصورة لكل منهما يدعي فيها التفوق على الآخر.

ويأتي هذا التصعيد فيما تتسابق جهود “الرباعية” المعنية بالملف السوداني – الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر – لتثبيت هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، تمهيداً لوقف فوري لإطلاق النار ودفع طرفي النزاع نحو حل سياسي عبر التفاوض.

وفي خضم هذه التطورات، كشفت وزيرة الخارجية البريطانية إيفينت كوبر أمام البرلمان أنها وجهت المسؤولين لبحث عقوبات محتملة تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في السودان، في إطار الجهود الدولية لإنهاء الحرب.

ارتفاع مفزع في الفقر بالسودان.. 71% من السكان تحت خط الفقر

اقرأ المزيد