تشهد ولايات إقليم كردفان تصعيدا ميدانيا لافتا مع اتساع رقعة المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في وقت تتزايد فيه التحذيرات الدولية من تداعيات إنسانية خطيرة، بالتزامن مع دعوة أميركية لوقف القتال مؤقتًا لإتاحة المجال أمام المساعدات.
وأفاد مصدر عسكري في الجيش السوداني بأن طائرات مسيرة نفذت، أمس الجمعة، ضربات استهدفت مواقع لقوات الدعم السريع ومجموعات متحالفة معها في محيط مدينتي الفراقل والحاجز قرب الدلنج، بولاية جنوب كردفان.
وفي شمال كردفان، أكد مصدر عسكري آخر إسقاط مسيرتين تابعتين للدعم السريع فوق مدينة الأبيض، عاصمة الولاية، باستخدام المضادات الأرضية.
وفي المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع إحكام سيطرتها على منطقة برنو الواقعة شرقي كادوقلي، عاصمة جنوب كردفان، في تطور يعكس حدة الاشتباكات وتبدل خطوط السيطرة في المنطقة.
ويأتي هذا التطور ضمن موجة مواجهات متصاعدة يشهدها إقليم كردفان منذ أسابيع، وهو إقليم استراتيجي يضم ثلاث ولايات غنية بالموارد الطبيعية، ويعد معبرا جغرافيا حيويا يربط مناطق نفوذ الجيش في الشمال والوسط بشرق البلاد، مع إقليم دارفور الذي تسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة منه.
وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من تدهور سريع للأوضاع في كردفان، مشيرا إلى ارتفاع مستوى المخاطر التي تهدد المدنيين مع تصاعد الأعمال القتالية.
وأوضح المكتب أن موجات نزوح جديدة سجلت خلال الأيام الماضية، حيث اضطر أكثر من 1700 شخص لمغادرة بلداتهم في جنوب كردفان خلال فترة قصيرة.
ودعت الأمم المتحدة أطراف الصراع إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وضمان حماية المدنيين، في ظل مخاوف من توسع دائرة النزوح وازدياد الاحتياجات الإنسانية في مناطق القتال.
وعلى الصعيد السياسي، جددت الولايات المتحدة دعوتها إلى هدنة إنسانية في السودان، وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن بلاده تسعى إلى وقف فوري للأعمال القتالية قبل حلول العام الجديد، بما يسمح للمنظمات الإنسانية بالوصول إلى المناطق المتضررة.
وأشار روبيو إلى أن المرحلة المقبلة، بما تحمله من مناسبات وأعياد، قد تشكل فرصة سانحة أمام طرفي النزاع للتوصل إلى اتفاق مؤقت يخفف معاناة المدنيين، مؤكدًا أن واشنطن تبذل جهودًا مكثفة لتحقيق هذا الهدف.
كما لفت الوزير الأميركي إلى دور الأطراف الخارجية في تأجيج الصراع عبر تزويد الجانبين بالسلاح، معتبرًا أن لهذه الدول نفوذا حاسما يمكن استخدامه للضغط باتجاه وقف إنساني للقتال، موضحا أنه أجرى اتصالات مباشرة مع مختلف الجهات المعنية لدفع هذا المسار.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن، في وقت سابق، عزمه التدخل للمساهمة في إنهاء الحرب المستمرة في السودان، والتي اندلعت منذ منتصف أبريل 2023، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف، وتشريد ما يقارب 13 مليون شخص، إلى جانب تفشي المجاعة في عدة مناطق من البلاد.
ليبيا تتصدر قائمة أكبر وجهات الصادرات المصرية في الاتحاد الإفريقي
