12 ديسمبر 2025

مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك حذر من تكرار فظائع الفاشر، معبّراً عن قلقه من تصاعد العنف في كردفان وسط القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وجاءت تصريحاته خلال مؤتمر صحفي تزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، حيث شدد على أن المدنيين لا ينجون من “العنف الفظيع” الذي يجتاح البلاد.

وفي الوقت ذاته، أعلنت منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة تأكد حدوث مجاعة في مدينة كادوقلي بجنوب كردفان، التي تعيش تحت حصار تفرضه قوات الدعم السريع والحركة الشعبية–شمال بقيادة عبد العزيز الحلو منذ الشهور الأولى للحرب، بالتزامن مع هجمات متواصلة بالمدفعية والطائرات المسيّرة.

وأكد ممثل منظمة يونيسف في السودان، شيلدون ييت، أن المدينة تشهد مجاعة حقيقية، فيما تتواصل موجات نزوح الأهالي إلى أطراف المدينة والمناطق المحيطة دون توفر إحصاءات دقيقة لأعدادهم.

وفي السياق ذاته، قالت وكالات أممية ومنظمات إغاثة إن عشرات الآلاف من الفارين من دارفور وكردفان ما زالوا في عداد المفقودين. وأوضحت أن نحو مئة ألف نازح سُجلوا منذ هجمات أكتوبر الماضي، بينما وصلت أعداد أقل فعلياً إلى مواقع النزوح، ما يعكس حجم الفوضى الإنسانية في الإقليمين.

ومن جانبها، أعربت لجنة خبراء الأمم المتحدة المعنيون بمكافحة العنصرية عن قلقها الشديد من تصاعد العنف في كردفان، محذرة من تفاقم خطاب الكراهية واللغة المهينة والانتهاكات ذات الدوافع العرقية في السودان.

وأكدت اللجنة، في بيان رسمي، أن الانتهاكات المنسوبة لقوات الدعم السريع والجماعات المتحالفة معها في الفاشر تعكس “تدهوراً خطيراً” في الوضع.

وأشار قرار صادر بموجب إجراءات الإنذار المبكر والعاجلة إلى أن السودان يواجه واحدة من “أسوأ أزمات النزوح في العالم”، إذ بلغ عدد النازحين داخلياً 7.2 مليون شخص، إضافة إلى أكثر من 3 ملايين لاجئ في دول الجوار، كما لفت إلى المجاعة وانهيار شبه كامل لوصول المساعدات الإنسانية.

ووثقت اللجنة الفظائع التي أعقبت سقوط مدينة الفاشر في 26 أكتوبر بعد حصار استمر 540 يوماً، بما في ذلك عمليات قتل ذات دوافع عرقية، وتعذيب، وإعدامات ميدانية، واحتجاز تعسفي للمدنيين، إلى جانب الاستخدام الواسع والمنهجي للاغتصاب والعنف الجنسي كسلاح حرب، إضافة إلى الهجمات المتعمدة على مرافق الرعاية الصحية والعاملين الإنسانيين ومنع دخول المساعدات.

ودعا الخبراء إلى اتخاذ تدابير فعالة لوقف تصاعد العنف العرقي والتحريض وخطاب الكراهية، مطالبين بإجراء تحقيقات عاجلة وشفافة وشاملة في جميع الانتهاكات المزعومة، بما يضمن محاسبة المسؤولين وتعويض الضحايا بغضّ النظر عن انتماءاتهم.

كما حثت اللجنة السودان على التعاون الكامل مع بعثة تقصي الحقائق الدولية المستقلة، مجددة مطالبتها لجميع الأطراف بوقف الأعمال العدائية فوراً، والانخراط في حوار شامل لإعادة تشكيل حكومة مدنية.

الجيش السوداني يحصن الأبيض تحسباً لهجوم الدعم السريع

اقرأ المزيد