نازحون في ولاية نهر النيل يتعرضون للطرد بسبب انتمائهم الديني من قبل أهالي منطقة المكنية بمحلية المتمة، بعد أن لجأوا إلى المنطقة من أم درمان بحثاً عن الأمان.
وتعرض النازحون، ومعظمهم من جبال النوبة وينتمون إلى الديانة المسيحية، لمضايقات واتهامات أدت في نهاية المطاف إلى طرد 34 نازحاً من منازلهم بالقوة، مما ألقى الضوء على التحديات الكبيرة التي يواجهها النازحون في السودان بسبب الدين والعرق.
وأوضح أحد النازحين، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه حفاظاً على سلامته، أن سكان المنطقة اتهموهم بسرقة بهائم، وتبين لاحقاً أن المتهمين الحقيقين من منطقة الزيداب، لكن هذه الاتهامات لم تكن إلا بداية للتضييق الذي تزايد بشكل متسارع.
كما واجهت النساء النازحات، اللواتي يعملن كبائعات شاي، اتهامات بخرق الآداب العامة، فيما كان السكان يوجهون تهديدات وتصريحات عدائية.
وتجمع نحو 30 شخصاً في بداية الأمر مطالبين النازحين بمغادرة منازلهم، وزاد عددهم لاحقاً إلى 50 شخصاً، ثم تحولت الاحتجاجات إلى قرار جماعي من سكان الحي لإخراج النازحين بالقوة، ومنحوهم مهلة ثلاثة أيام فقط للإخلاء.
وقال أحد الحاضرين: “لن نعتمد على القانون، سنعتمد على أنفسنا”، وأضاف آخر بشكل عنصري: “لا نريد أي شخص أسود هنا”.
ورغم محاولات النازحين للجوء إلى الشرطة لحمايتهم، أكدت الشرطة أنه لا توجد بلاغات رسمية ضدهم، وحين تقدم أهالي المنطقة بطلب لطردهم، رفضت النيابة لعدم وجود أدلة تدين النازحين.
ومع ذلك، لم تتخذ السلطات المحلية، بما في ذلك المدير التنفيذي لمحلية المتمة والشرطة، أي إجراءات لوقف الطرد، مما ترك النازحين عرضة لمصيرهم.
وأشار ضابط طلب عدم الإفصاح عن هويته إلى أن السبب الحقيقي وراء طرد النازحين هو انتماؤهم الديني، حيث طالب بعض السكان أحد النازحين بخلع صليبه واعتناق الإسلام.
وفي ظل هذه الظروف القاسية، اضطر النازحون المطرودون إلى الانقسام، إذ توجه نصفهم إلى مدينة شندي بينما عاد آخرون إلى أم درمان.
ويعيش النازحون الآن في أوضاع إنسانية صعبة، مطالبين المنظمات الحقوقية والجهات الإنسانية بالتدخل العاجل لحمايتهم، في وقت فقدوا فيه مصدر رزقهم وملاذهم الآمن، وسط ظروف بالغة الصعوبة تشمل أطفالاً وكبار سن.
يذكر أن السودان يشهد موجات نزوح متزايدة منذ اندلاع الحرب في البلاد بتاريخ 15 أبريل 2023، والتي تسببت في فرار آلاف السودانيين من منازلهم بحثاً عن الأمان.
وأسهمت هذه الأوضاع المتدهورة في زيادة التوترات بين النازحين والمجتمعات المضيفة، ما أدى إلى انتشار خطاب الكراهية والعنف المجتمعي.
السودان.. 561 طفلا قضوا جوعاً في مخيمات دارفور