05 ديسمبر 2025

أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أنها ستنطق في السادس من أكتوبر المقبل بالحكم في قضية السوداني علي محمد علي عبد الرحمن، المعروف بـ علي كوشيب، أحد أبرز قادة ميليشيا “الجنجويد” المتورطين في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بإقليم دارفور مطلع الألفية.

ويمثل الحكم، بعد محاكمة استمرت منذ أبريل 2022، أول اختبار حقيقي لعدالة المحكمة في ملف دارفور، الذي ظل معلقًا منذ نحو عقدين، وسط ترقب محلي ودولي لمصير بقية المتهمين.

وبموجب نظام روما الأساسي، يواجه كوشيب 31 تهمة، تتراوح بين القتل الجماعي، الاغتصاب، التهجير القسري، وحرق القرى خلال النزاع المسلح بين عامي 2003 و2004، وهو النزاع الذي خلّف أكثر من 300 ألف قتيل وملايين النازحين وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وبدأت حرب دارفور عام 2003 إثر تمرد حركتي العدل والمساواة وجيش تحرير السودان ضد حكومة الرئيس عمر البشير، التي ردت بتسليح ميليشيات محلية عُرفت لاحقا بالجنجويد.

واتهمت هذه الميليشيات بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق وصفتها الولايات المتحدة وأطراف دولية بأنها جرائم إبادة جماعية.

ومنذ إحالة مجلس الأمن ملف دارفور إلى المحكمة في 2005، أصدرت الأخيرة 6 مذكرات توقيف بحق شخصيات بارزة، في مقدمتهم: عمر البشير: أول رئيس دولة تصدر المحكمة مذكرة اعتقال بحقه، بتهم الإبادة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

وأحمد محمد هارون: وزير الدو

+لة بالداخلية السابق، يواجه 42 تهمة، وقد فر من السجن عام 2023 وعاد للظهور السياسي.

وعبد الرحيم محمد حسين: وزير الدفاع الأسبق، يواجه 13 تهمة، وتضاربت الأنباء بشأن وضعه بعد إطلاق سراحه.

وعبد الله باندا ومحمد صالح جربو: قياديان متمردان سابقان، اتُهما بالمشاركة في هجمات على قوات حفظ السلام، وقد قُتل جربو في 2013، فيما لا يزال باندا مطلوبا.

وبحر إدريس أبو قردة: اتهم سابقا بجرائم حرب ثم أسقطت عنه التهم، قبل أن ينضم لحكومة البشير كوزير للصحة.

وفي حال الإدانة، يشكل الحكم ضغطا غير مسبوق على السودان لتسليم بقية المطلوبين، ويعيد ملف العدالة في دارفور إلى صدارة الاهتمام الدولي.

وفي حال التبرئة، يضعف الثقة بقدرة المحكمة على إنصاف الضحايا، الذين ينتظرون العدالة منذ 20 عاما، ويزداد مشهد العدالة تعقيدا مع الحرب الدائرة في السودان منذ 2023، وفرار بعض المتهمين أو انخراطهم مجددا في العمل السياسي والعسكري، مثل أحمد هارون الذي يقود الآن حزب المؤتمر الوطني السابق، أو باندا الذي يقاتل إلى جانب الجيش ضد قوات الدعم السريع.

ويرى مراقبون أن الحكم على كوشيب يشكل منعطفا تاريخيا، ليس فقط في مسار العدالة لضحايا دارفور، بل أيضا في اختبار مدى قدرة المحكمة الجنائية الدولية على فرض ولايتها وسط انقسامات سودانية داخلية وصراع إقليمي متصاعد.

أسر سودانية تطالب بكشف مصير ذويها

اقرأ المزيد