تواجه مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، انهيارا شبه كامل في منظومة الغذاء والصحة، مع تحذيرات من منظمات محلية من موت الآلاف جوعا إذا استمر الحصار المفروض على المدينة لأسبوعين إضافيين.
وأفاد شهود عيان بأن أسواق المدينة، بما فيها سوق “نيفاشا” الشمالي، توقفت تماما بسبب ندرة السلع الأساسية، حيث وصل سعر كيلو العدس إلى 9 آلاف جنيه، وقطعة الصابون إلى 6 آلاف جنيه، بينما أصبح رطل الملح يُباع بـ 7 آلاف جنيه.
وأكد ناشطون في مخيم زمزم الذي يضم أكثر من مليون نازح، أن التكايا الخيرية ومطابخ الصليب الأحمر توقفت عن تقديم الوجبات المجانية بسبب نفاد المواد الغذائية، فيما تحوّل الحصول على مياه الشرب إلى معاناة يومية بعد تعطل الآبار جراء نقص الوقود وارتفاع سعر البرميل إلى 20 ألف جنيه.
وكشف تقرير صادر عن غرفة طوارئ مخيم أبشوك عن انتشار حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال، وسط عجز المستشفيات عن العمل بعد تعرضها للقصف وتوقف إمدادات الأدوية.
وتُظهر صور التقطها ناشطون أطفالا يعتمدون على وجبة واحدة يوميا، غالبا ما تكون عبارة عن “عصيدة ذرة” بلا قيمة غذائية كافية.
ورغم إسقاط حكومة دارفور 5 أطنان من الغذاء الأسبوع الماضي، إلا أن المتحدث باسم مخيم زمزم وصفها بـ”القطرة في بحر”، مطالبا بجسر جوي عاجل من الأمم المتحدة والدول المانحة. من جهتها، حذّرت الأمم المتحدة من أن نصف مرافق دارفور الصحية لم يتبقّ لديها سوى شهرين من الإمدادات.
ويتهم سكان الفاشر وسلطات إقليم دارفور قوات الدعم السريع بفرض حصار متعمد لـ “كسر إرادة المدينة”، بعد سيطرتها على المنافذ الغربية والجنوبية التي كانت تُستخدم لإدخال المؤن، وتشير تقارير إلى أن هذه القوات نفذت هجمات على قرى ريفية مجاورة لقطع آخر طرق الإمداد.