05 ديسمبر 2025

مدينة بابنوسة في غرب كردفان السودانية تشهد تصعيداً عسكرياً واسعاً مع حصار قوات الدعم السريع، وسط مخاوف من تكرار سيناريو سقوط الفاشر قبل أسابيع.

وقال مراقبون عسكريون إن القوات المهاجمة دفعت بتعزيزات كبيرة من الجنود والآليات إلى محيط المدينة، وشرعت في شن هجمات متتالية على نمط العمليات التي نفذتها في الفاشر، في وقت يحذر فيه خبراء من مغبة التهاون في الدفاع عن بابنوسة، خشية وقوعها في نفس المصير.

وتجددت الاشتباكات لليوم الخامس على التوالي بين قوات الجيش السوداني المتمركزة في الفرقة 22 مشاة وقوات الدعم السريع، التي شنت أكثر من أربعة هجمات متتابعة خلال الساعات الماضية.

وأكدت مصادر ميدانية تصدي الجيش لهذه الهجمات، بينما نشرت عناصر الدعم السريع مقاطع مصورة تزعم فيها الوصول إلى أبواب مقر الفرقة، والتوغل داخل الأحياء السكنية وصولاً إلى كلية السلام.

وعززت قوات الدعم السريع هجماتها من جهتي الفولة شرقاً وأبوزبد، تحت غطاء من القصف المدفعي المكثف والطائرات المسيّرة، بما في ذلك مسيّرات انتحارية استهدفت أطراف المدينة ومواقع الفرقة العسكرية.

وأفادت شهادات سكان بأن كل مقاتل حصل على حوافز مالية بقيمة 600 دولار للمشاركة في العمليات، كما توافد المئات لصرف هذه الحوافز، ما يعكس حجم التعبئة المالية والميدانية للقوات المهاجمة.

كما رصد شهود نقل أسلحة ثقيلة عبر جرارات كبيرة باتجاه بابنوسة تحت حراسة مشددة، فضلاً عن نقل جرحى من المدينة إلى عديلة بواسطة سيارات إسعاف، مما يشير إلى تصعيد ملحوظ في العمليات ومحاولات السيطرة على مواقع استراتيجية.

وأكد مصدر عسكري أن قوات الجيش في بابنوسة تواصل القتال بضراوة رغم الحصار، مشيراً إلى حاجة الجنود لدعم معنوي من الشعب ومن بقية القوات المسلحة، تقديراً لصمودهم في منطقة محاطة بالكامل بقوات الدعم السريع.

وحذرت الصحفية رشان أوشي من أن الوضع في الفرقة 22 بات حرجاً للغاية، مشيرة إلى أن المليشيا تستخدم التكتيك ذاته الذي أسقط الفاشر، محذرة من أن الوقت ينفد بسرعة، ما قد يؤدي إلى كارثة جديدة في كردفان إذا لم يتم التحرك العاجل.

وفي سياق متصل، أعلنت قوات الدعم السريع عن إسقاط طائرة مسيّرة من طراز “أكانجي” تركية الصنع في بابنوسة، بعد أيام من إسقاط طائرة “إليوشن”، ما اعتُبر دليلاً على امتلاكها منظومة دفاع جوي متقدمة.

منتدى حول السودان في فرنسا يثير الجدل

اقرأ المزيد