رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، يؤكد أن مشروع القرار البريطاني المقدم لمجلس الأمن لم يستجب لمتطلبات السودان، موضحاً أن وقف إطلاق النار لن يتم إلا بانسحاب الدعم السريع من جميع المناطق.
ونقلت وسائل الإعلام عن البرهان قوله إن “انسحاب الدعم السريع هو الشرط الأساسي لتحقيق أي تقدم في الوضع الراهن”.
ورحبت حكومة السودان باستخدام روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار البريطاني، وأشادت بموقف روسيا معتبرة أنه يعكس التزامها بمبادئ العدالة واحترام سيادة الدول، ودعم استقلال ووحدة السودان ومؤسساته الوطنية.
وفي بيان رسمي، أكدت وزارة الخارجية السودانية أن هذا الموقف الروسي يسهم في تعزيز قوة مجلس الأمن في إرساء السلم والأمن الدوليين بعيداً عن أي أجندات ضيقة.
وكان مشروع القرار البريطاني، الذي تقدمت به بريطانيا وسيراليون، يدعو إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية والالتزام بإجراء حوار بهدف خفض التصعيد والوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على المستوى الوطني.
وشدد البرهان على أن الجيش السوداني لن يقبل بوقف إطلاق النار دون انسحاب قوات الدعم السريع من المدن والقرى وتمركزها في مواقع محددة، موضحاً أن السودان لم يكن راضياً عن مشروع القرار الذي اعتبره “معيباً” ويشكل مساساً بسيادة البلاد.
وفي كلمة ألقاها خلال مؤتمر اقتصادي في بورتسودان، أوضح البرهان أن السودان يرفض أي تدخل خارجي، معتبراً أن الحلول الخارجية لم تنجح.
وأكد أن المقاتلين على الأرض ليسوا مرتبطين بأي حزب أو تنظيم سياسي، بعكس ما تزعم بعض القوى السياسية، وأن المرحلة المقبلة تتطلب حواراً سودانياً لتحديد كيفية إدارة البلاد بعد انتهاء الحرب.
يذكر أن الصراع الذي اندلع في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أدى إلى أزمة نزوح هي الأكبر عالمياً، حيث تشير الأمم المتحدة إلى أن نحو 25 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات، بينما فر أكثر من 11 مليون شخص من منازلهم، بينهم 3 ملايين غادروا إلى دول مجاورة.
مباحثات روسية سودانية حول الوضع العسكري والسياسي في السودان وحوله