22 ديسمبر 2024

تجددت يوم أمس الجمعة، اشتباكات وصفت بالعنيفة بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وآخر حصون الجيش في غرب البلاد.

وتحتضن المدينة مئات الآلاف من النازحين الهاربين من القتال في مناطقهم، ويبدو أنها ستشهد معارك طاحنة بالنظر إلى حالة التأهب والتحشيد العسكري للأطراف المتحاربة، المستمر منذ وقت طويل.

ولم تفلح النداءات الدولية لأطراف النزاع بضرورة تفادي الدخول في معارك يتوقع أن تتسبب بحدوث كوارث إنسانية إذا انفجر القتال.

وأفاد شهود مقيمون في الفاشر، بأن معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة اندلعت بين الطرفين في الأحياء الشمالية الشرقية للمدينة، حيث قصفت قوات الدعم السريع مواقع للجيش الذي ينتشر في وسط المدينة، بينما رد الجيش بضربات مدفعية على مواقع الدعم السريع في محيطها، كما سُمعت أصوات انفجارات قوية وأصوات إطلاق نار مع تصاعد كثيف لأعمدة الدخان من أحياء شمال وشرق المدينة.

ومن جهتها، قالت “تنسيقية لجان مقاومة الفاشر” على موقع “فيسبوك”، إن الجيش السوداني وقوات الحركات المسلحة يشتبكون مع قوات الدعم السريع شرق مدينة الفاشر منذ الصباح.

وأضافت أن “قذائف المدافع الثقيلة تسقط بشكل عشوائي في منازل المواطنين، ما أدى إلى وقوع إصابات وسط المدنيين بعضها وصل المستشفى الجنوبي”.

وتزامنا مع ذلك، أفادت تقارير بتدهور خدمات الاتصالات والإنترنت في المدينة، ما يعكس حجم الصراع وتأثيره على الحياة اليومية للسكان.

وتفرض الدعم السريع حصاراً محكماً على مدينة الفاشر، في مسعى للسيطرة عليها بعد أن أحكمت قبضتها على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، وتعد الفاشر آخر معاقل الجيش السوداني في غرب البلاد.

وبهذا الشأن، كتب نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في دارفور، توبي هارورد، عبر حسابه على منصة “إكس”، أن “الوضع الإنساني في الفاشر والمحليات المحيطة بعاصمة شمال دارفور كارثي”.

ونوه هارورد إلى “ازدياد عمليات القتل التعسفي والسرقة ونهب الماشية، والحرق الممنهج لقرى بأكملها في المناطق الريفية، وتصاعد القصف الجوي على أجزاء من المدينة، وتشديد الحصار حول الفاشر”.

واتّهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، الخميس الماضي، قوات الدعم السريع بارتكاب “تطهير عرقي وعمليات قتل ما قد يشير إلى أن إبادة جماعية حدثت أو تحدث ضدّ جماعة المساليت العرقية الإفريقية، في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور”.

وفي الأسابيع الماضية، حققت الدعم السريع مكاسب عسكرية بالسيطرة على بلدة مليط على مسافة نحو 60 كيلومتراً من الفاشر، وتعد منطقة استراتيجية مهمة.

وكشف مساعد القائد العام للجيش السوداني، ياسر العطا، في وقت سابق، أن الجيش سيتخذ من الفاشر قاعدة عسكرية رئيسية لاستعادة الولايات الأربعة في الإقليم التي تسيطر عليها الدعم السريع.

ووفق المؤشرات على الأرض، تخطط الدعم السريع لشن هجوم بري واسع من عدة جبهات على الفاشر، لا يملك الجيش وحلفاؤه سوى التصدي له عبر الدفاعات المتقدمة في محيط المدينة.

الأمم المتحدة تدرس إدخال المساعدات للسودان عبر ممرات بديلة

اقرأ المزيد