شهدت ولاية جنوب كردفان السودانية حادثا مأساويا أودى بحياة عدد من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والسابعة داخل روضة بمحلية القدير قرب مدينة كادقلي، بعد استهدافها بطائرة مسيرة، وفق ما أعلنته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).
وقالت المنظمة إن هذه الجرائم تمثل انتهاكا صارخا لحقوق الطفل وتعد من أخطر أشكال العنف في مناطق النزاع.
وبحسب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، تأتي هذه المأساة في ظل تصاعد كبير في وتيرة العنف بولايات كردفان منذ مطلع نوفمبر، حيث أدى تدهور الوضع الأمني إلى موجات نزوح واسعة وتعطل الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الطبية والتعليم.
وأكد أن المستشفيات باتت غير قادرة على تلبية الاحتياجات، بينما نفدت الإمدادات الحيوية وتوقفت المدارس عن العمل، ما جعل الأطفال عرضة لاضطرابات نفسية واجتماعية حادة.
ودعت اليونيسف المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم الإنساني للسودان، مشيرة إلى أن الاحتياجات الإنسانية تجاوزت بكثير قدرات الوكالات العاملة على الأرض، رغم الجهود المتواصلة للاستجابة للكارثة.
وأوضح دوجاريك أن القافلة قطعت أكثر من نصف مسافة رحلتها المقدرة بنحو ألف كيلومتر قبل أن تتعرض للهجوم، لافتا إلى أن هذا الحادث هو السادس خلال عام واحد الذي يستهدف شاحنات ومرافق البرنامج في السودان.
وأكد المتحدث أن استمرار الهجمات يعرقل إيصال المساعدات الغذائية إلى الفئات الأكثر هشاشة، محذرا من أن أي عرقلة لوصول الإغاثة قد تؤدي إلى تفاقم المجاعة في دارفور ومناطق أخرى.
وقال: “من الضروري ضمان ممرات آمنة للإنسانيين، فلا يجب أن تكون فرق الإغاثة أو ممتلكاتها هدفاً لأي اعتداء، وكوننا مضطرين لتكرار هذه الرسالة يعكس حجم المأساة”.
وفي شمال دارفور، تعرضت شاحنة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي لهجوم مسلح قرب بلدة حمرة الشيخ أثناء مشاركتها في قافلة تضم 39 شاحنة متجهة إلى منطقة طويلة، لتقديم مساعدات غذائية عاجلة للآلاف من الأسر التي لجأت هربا من العنف والمجاعة، ويدعم البرنامج نحو 700 ألف شخص في تلك المنطقة وحدها.
ونتج عن هذه الاعتداءات مقتل ثمانية من العاملين في المجال الإنساني وإصابة آخرين، في ظل تزايد المخاطر التي تواجه فرق الإغاثة.
مائدة مستديرة في القاهرة تنتهي بـ70 توصية لإعادة الإعمار في السودان
