تفجّرت مخاوف واسعة في السودان عقب قرار السلطات المحلية في مدينة الدبة بالولاية الشمالية وقف إصدار تصاريح شحن البضائع المتجهة إلى ولايات دارفور، في خطوة جاءت بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، وما رافقها من اضطراب أمني وتزايد عمليات النهب على الطرق التجارية.
وبموجب القرار، توقفت حركة الشحن بالكامل نحو دارفور وكردفان، ما أدى إلى نقص متزايد في السلع الأساسية داخل الإقليم.
ويشير تجار إلى أن الطرق البديلة التي لجأ إليها البعض أدت إلى ارتفاع كبير في تكلفة الترحيل، بينما تفرض قوات الدعم السريع رسوما مرتفعة على مرور البضائع، في ظل تعرض الشاحنات للنهب عند دخولها شمال السودان.
وتزامنا مع هذه القيود الجديدة، حذرت منظمات إنسانية من أن الوضع في الفاشر يزداد سوءاً، إذ ما تزال فرق الإغاثة غير قادرة على الوصول إلى المدينة بسبب القيود الأمنية، وينقل متطوعون أن عشرات الأسر تهرب يوميا إلى مدينة الطينة، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والمأوى.
وفي سياق متصل، أكد تجار في شمال كردفان، أن الأسواق تشهد ارتفاعا غير مسبوق في الطلب على السلع، بالتوازي مع اعتماد أوسع على بضائع مهربة بطرق غير رسمية، وهو ما ضاعف الأسعار وأثقل كاهل السكان.
ويرى خبراء اقتصاديون أن تراجع الإمدادات وغياب الأمن يهددان بدخول الإقليم في مرحلة انهيار اقتصادي حاد. ويقول الخبير الاقتصادي هيثم فتحي إن عدم الاستقرار في الفاشر والمناطق المحيطة بها أدى إلى ارتفاع التضخم وانخفاض القدرة الشرائية للسكان، مضيفا أن معظم الأسر باتت عاجزة عن توفير احتياجاتها الأساسية.
وأشار فتحي إلى أن البنية التحتية في دارفور تعرضت لتدمير واسع خلال السنوات الماضية، وأن الحرب الأخيرة أدت إلى خروج مستشفيات ومدارس عن الخدمة، فيما يعيش ملايين المواطنين على المساعدات الإنسانية أغلبهم أطفال ونساء.
ويرى اقتصاديون آخرون أن تأثير القرار لن يقتصر على الأزمة الإنسانية فحسب، بل قد يؤدي إلى تحوّل دائم في سلوك المستهلكين.
ويؤكد الخبير الفاتح عثمان أن لدارفور روابط تجارية واسعة مع ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان، وأن إغلاق خطوط الشحن من الشمال لن يمنع تدفق السلع بل سيحوّل التجار نحو دول غرب أفريقيا.
الأمم المتحدة تحذر من تصاعد الأعمال العدائية في السودان
