يستعد إدريسا سيك، رئيس وزراء السنغال السابق وزعيم الحزب السياسي “ريومي”، للإعلان عن تحالف مع “تحالف الجمهورية” (APR) بزعامة الرئيس، و”الحزب الديمقراطي السنغالي” (PDS) بزعامة كريم واد.
وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من النكسات السياسية، كان آخرها الهزيمة الساحقة في الانتخابات الرئاسية في مارس 2024، حيث حصل سيك على المركز الخامس بنسبة 0.9% فقط من الأصوات.
وتشير مجلة “جون أفريك” إلى أن سيك، رغم دوره البارز سابقاً في السياسة السنغالية، بما في ذلك منصبه كرئيس للوزراء في عهد عبد الله واد ورئاسته للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في عهد ماكي سال، إلا أن مسيرته السياسية كانت مليئة بالاضطرابات. يُعد سيك من السياسيين المخضرمين الذين قدموا عدة ترشيحات للرئاسة، لكنه يواجه حالياً أزمة داخل حزبه، حيث غادره عدد من الأعضاء البارزين في الأشهر الأخيرة.
وتوضح المجلة أن نتائج الانتخابات كانت مخيبة للآمال، حيث حقق سيك في انتخابات 2019 المركز الثاني بنسبة بلغت 20.51% من الأصوات، ولكن بحلول انتخابات 2024، تغيرت حظوظه السياسية بشكل كبير. يعزو الأمين العام لحزب “ريومي”، مطار سيي، الأداء الضعيف لسيك إلى الطبيعة المستقطبة للانتخابات، التي هيمن عليها تحالف “بينو بوك ياكار” (BBY) الحاكم وحزب “باستيف” المعارض.
ويصف سيي الوضع قائلاً: “كان من الصعب جداً على المرشحين الآخرين تحقيق ظهور ملموس”، بينما لا يزال قادة الحزب متفائلين، مؤكدين أن النتائج الانتخابية لا تعكس الدعم الحقيقي للحزب، على الرغم من أن حزب “ريومي” يدعي أن لديه 70 ألف عضو، إلا أن 40,286 صوتاً فقط ذهبت لصالح سيك.
وتشير المجلة إلى أن حالة الصمت السياسي التي اتبعها سيك خلال حملة 2024 أدت إلى إحباط العديد من مؤيديه، حيث أن عدم مشاركته في النقاش العام أثناء الانتخابات، في وقت كان فيه المرشحون الآخرون نشطين للغاية، ساهم في ضعف الأداء الانتخابي للحزب.
وتسجل المجلة استقالة العديد من كبار أعضاء حزب “ريومي” عقب هذه الهزيمة، بما في ذلك باب عبدو مان والعضو السابق في الحزب أس بابكر غي.
وتعكس هذه الاستقالات شعوراً أوسع بعدم الرضا عن قيادة سيك، خاصة بعد قراره قبول منصب رئاسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في عام 2020، والذي اعتبره الكثيرون خيانة لموقفه كمعارض.
ويواصل سيك العمل على تشكيل تحالف مع حزب “APR” وحزب “PDS” للانتخابات التشريعية المقبلة في نوفمبر 2024. يهدف هذا التحالف إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي في السنغال، حيث يسعى سيك إلى توحيد “العائلة الليبرالية” المتفرقة.
وتظل هناك شكوك حول إتمام هذا التحالف، خصوصاً فيما يتعلق بالعلاقة بين سيك وكريم واد. مع بداية ما يُعدّه كثيرون حياته السياسية السابعة، يحتاج سيك إلى إعادة بناء حزبه وإقناع الشعب السنغالي بأنه لا يزال قوة سياسية مؤثرة في مستقبل البلاد.
رئيس السنغال يُعين باتيلي مبعوثاً للوساطة بين “إيكواس” وكونفدرالية الساحل