في تطور لافت يعكس تصاعد النزاعات بين الحكومة المالية والشركات الأجنبية العاملة في قطاع التعدين، قررت المحكمة التجارية في العاصمة باماكو فرض إدارة وطنية مؤقتة على مجمع “لولو-غونكوتو”، الذي يعد أكبر مناجم الذهب في البلاد.
وجاء القرار إثر خلاف حاد مع شركة “باريك غولد” الكندية، التي تمتلك 80% من أسهم المجمع، على خلفية متأخرات ضريبية تتجاوز قيمتها 500 مليون دولار، بحسب ما أعلنته السلطات المالية.
وبموجب الحكم القضائي، تم تعيين الوزير السابق للاقتصاد زومانا ماكادجي مديرا مؤقتا للمجمع لمدة ستة أشهر قابلة للتمديد، في خطوة تهدف إلى إعادة تشغيل عمليات الإنتاج المتوقفة منذ يناير الماضي، وضمان تدفق عائدات ذهبية تعتبر حيوية لاقتصاد البلاد الذي يواجه ضغوطا متزايدة.
ومن جانبها، وصفت شركة “باريك” القرار بأنه “مصادرة فعلية”، وأعلنت أنها ستلجأ إلى التحكيم الدولي للطعن فيه، معتبرة أن الإجراء يهدد استقرار الاستثمار الأجنبي في مالي.
وفي المقابل، دافعت الحكومة المالية عن الخطوة باعتبارها ممارسة لحقها السيادي في حماية المصالح الوطنية، مؤكدة أن هذا الإجراء يندرج ضمن حزمة من الإصلاحات الجذرية في قطاع التعدين، تشمل مراجعة القانون المنجمي، وفرض شراكات محلية، وإعادة التفاوض على العقود بهدف تعزيز العدالة ورفع مساهمة الدولة في الموارد الطبيعية.
ويعود الخلاف بين حكومة مالي وشركة باريك غولد إلى عام 2023، عندما أصدرت باماكو قانونا جديدا للمناجم يرفع نسبة الضرائب ويزيد حصة الدولة من 20 ٪ إلى ما يصل إلى 35 ٪ في المشاريع الاستخراجية.
لاحقا، رفضت الشركة الكندية إعادة التفاوض على العقود القديمة، وهو ما دفع الحكومة إلى حجز الذهب ومنع تصديراته ابتداء من نوفمبر 2024، وتلاها مصادرة مخزون ذهب بحوالي 3 طن في يناير الماضي واعتقال موظفي Barrick.
روسيا تقترح نظام دفع بديل لدول البريكس لتجاوز هيمنة الدولار
