أحبطت المغرب محاولة جماعية للهجرة نحو جيب سبتة الخاضع للسيطرة الإسبانية، وذلك بعد دعوات عبر الإنترنت للهجرة الجماعية، أدت لتجمع العشرات من المهاجرين على قمة تل في مدينة الفنيدق المطلة على سبتة.
وانتشرت الشرطة المغربية، بكثافة في الفنيدق منذ الجمعة الماضي، ومنعت المهاجرين من الاقتراب من الجيب، كما ألقت القبض على ما لا يقل عن 60 شخصا الأسبوع الماضي بتهمة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتحريض المهاجرين على محاولة العبور.
ووصف رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، محمد بنعيسى ، العملية بأنها “أكبر إنزال أمني شهدته الفنيدق”، وأكد أن السلطات عملت بشكل استباقي من خلال وضع العوائق القضائية على الطرقات المؤدية إلى شمال المغرب، وأضاف بنعيسى أنه تم نقل مئات الراغبين في الهجرة السرية بعيدا عن المدينة لمنع تجمعات مماثلة.
من جهته، أشار الناشط الحقوقي زكريا زروقي إلى أن القوات المغربية تنفذ دوريات على الشاطئ وتعمل على منع المهاجرين من السباحة نحو سبتة.
وفي سياق متصل، ذكرت وزارة الداخلية المغربية أنها منعت 45015 شخصا من الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، ما يعكس تعزيز التعاون بين المغرب وإسبانيا في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية عقب تسوية خلاف دبلوماسي بين البلدين في عام 2022.
وتشمل الهجرة غير الشرعية من المغرب عدة طرق، أبرزها الهجرة عبر البحر باستخدام قوارب صغيرة لعبور مضيق جبل طارق أو البحر المتوسط، أو التسلل إلى مدينتي سبتة ومليلية، كما يلجأ البعض للاختباء في شاحنات أو سفن متجهة إلى أوروبا، أو استخدام جوازات سفر مزورة.
وسبتة واحدة من المدينتين الإسبانيتين الواقعتين على الساحل الشمالي للمغرب، إلى جانب مليلية، وتشكل المدينتان موضوعا حساساً في العلاقات بين المغرب وإسبانيا، حيث ترفض الحكومة المغربية الاعتراف بشرعية الحكم الإسباني عليهما، ويعود احتلال سبتة إلى القرن الخامس عشر، حيث استولى عليها البرتغاليون ثم انتقلت إلى السيطرة الإسبانية.
القوات المغربية توقف ثلاثة مشتبهين بالانتماء لـ”داعش”