تشهد إفريقيا زيادة مقلقة في حالات الإصابة بفيروس جدري القردة، حيث تجاوزت الإصابات هذا العام 15,000 حالة، ما يفوق العدد الإجمالي للإصابات المسجلة خلال عام 2023 بأكمله.
ويتركز الوضع الأكثر حرجاً في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث كان المرض متوطناً لعقود، إلا أنه الآن وصل إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، مخلفاً مئات القتلى، ومعظمهم من الأطفال دون سن الخامسة.
وأعربت السلطات الصحية العالمية عن قلقها الشديد من هذا التفشي، حيث تدرس منظمة الصحة العالمية إمكانية إعلان حالة طوارئ صحية عالمية.
وحذرت في الوقت نفسه مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأطباء من احتمال ظهور إصابات جديدة بين المسافرين القادمين من الدول المتضررة.
وتفاقم الوضع مع ظهور سلالة جديدة من الفيروس، تُعرف بـ”السلالة 1b”، تنتشر بشكل رئيسي عبر الاتصال الجنسي وتسبب أعراضاً أكثر حدة من السلالة التي انتشرت عالمياً في عام 2022، ومع ذلك، فإن معدل الوفيات الناتج عن هذه السلالة الجديدة لا يزال منخفضاً نسبياً.
وتواجه إفريقيا تحديات كبيرة في مكافحة انتشار المرض، بسبب نقص الإمدادات من اللقاحات والأدوية المضادة للفيروسات.
ووصفت عملية توزيع اللقاحات في الكونغو وأجزاء أخرى من إفريقيا بأنها “كابوس لوجستي”، بسبب ضعف البنية التحتية الصحية وصعوبة الوصول إلى المجتمعات الريفية المتضررة.
وفي ظل هذه الظروف، تتعاون مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة مع السلطات المحلية في الكونغو لوضع خطة شاملة لتوزيع اللقاحات على الفئات الأكثر عرضة للإصابة، على أمل احتواء هذا التفشي قبل أن يمتد إلى مناطق أوسع.
الدعم السريع يوقف المفاوضات مع الحكومة السودانية