أثارت السلطات الجزائرية جدلاً بإيقاف بث أربع قنوات خاصة لمدة 48 ساعة بسبب “مخالفات مهنية” خلال تغطيتها لحادث سقوط حافلة في وادي الحراش، وأدى القرار لمخاوف من تقييد حرية الصحافة والنقاش العام، حيث اعتبر ناشطون أنه يُستخدم كذريعة لضبط الخطاب الإعلامي.
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، قررت السلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري في الجزائر تعليق بث أربع قنوات تلفزيونية خاصة لمدة 48 ساعة، وهي “البلاد”، “الحياة”، “الوطنية”، و”الشروق”.
وجاء هذا القرار على خلفية تغطية هذه القنوات لحادث سقوط حافلة في وادي الحراش بالعاصمة الجزائرية، الذي أسفر عن مقتل 18 شخصاً وإصابة 24 آخرين.
وأعلنت الهيئة المنظمة أن القرار يأتي نتيجة “إخلالات مهنية فادحة” ارتكبتها هذه القنوات خلال تغطيتها للحادث المأساوي.
ووفقاً للبيان الرسمي، تضمنت هذه المخالفات استجواب جرحى داخل أقسام الطوارئ، وملاحقة أهالي الضحايا في لحظات حزنهم، بالإضافة إلى بث صور وأصوات صادمة دون تحذير مسبق، والسعي لزيادة نسب المشاهدة على حساب كرامة الضحايا وخصوصيتهم.
لكن القرار واجه انتقادات حادة من قبل منظمات حقوقية ونقابات صحفية، التي رأت فيه محاولة لتكميم الأفواه وتقييد حرية الإعلام، خاصة وأن الحادث أثار موجة غضب عارمة وطرح تساؤلات حول تقصير الجهات الرسمية في صيانة الطرقات وضمان السلامة المرورية.
ويأتي هذا الإجراء في ظل مناخ إعلامي متوتر في الجزائر، حيث تتزايد المخاوف من استخدام “المخالفات المهنية” كذريعة لفرض رقابة على وسائل الإعلام.
وقد أعاد القرار إحياء النقاش حول التوازن بين حرية التعبير من جهة، وحماية خصوصية الأفراد ومشاعر الضحايا من جهة أخرى.
من جانبها، تؤكد السلطات أن القرار يندرج في إطار تطبيق القانون وضمان احترام الأخلاقيات المهنية، مع الإشارة إلى أن التعليق مؤقت ويقتصر على القنوات التي ارتكبت مخالفات واضحة أثناء تغطيتها للحادث.
لكن المراقبين يحذرون من أن مثل هذه الإجراءات قد تكون لها تداعيات سلبية على حرية الإعلام واستقلاليته، خاصة إذا تم توظيفها بشكل انتقائي ضد وسائل الإعلام الناقدة.
بعد 46 ثانية فقط.. الملاكمة الإيطالية كاريني تكشف تأثير خسارتها أمام خليف
